في إيقاع متنافر للغاية – نبكي, ونفرح- في آن واحد هو ما لا يمكن للعقل البشري الانسجام مع معطياته للبته. فإذا كان جزءاً منه يدعو إلى إثارة الجدل حول مفرداته المبهمة فإن جزءاً كبيراً فيه يوحي بمدى الألم والقسوة البشرية التي نعيش معاناتها في واقع شوش رؤيته الواضحة تمازج وتداخل سلسلة الأحداث المتعاقبة في أعماق روح وجسد وطن يشكو أنين الإنهاك.. يتساءل البعض عن العدو الذي تبحث عنه عناصر الشر من تنظيم القاعدة وسط الفرحة والبراءة اليمنية غير مدركين بأن استهدافها من خلال تكرار عملياتها المصنفة ب “ابشع الجرائم البشرية” لكل ما هو جميل على أرض الوطن إنما يعري حقيقة أهدافها, ونواياها السيئة تجاه الإسلام والمسلمين.. عشرات القتلى, والجرحى – معظمهم من الأكاديميين, والمثقفين- وخلق حالة من الهلع في مدينة الغصن الأخضر “إب” لا ذنب لهم سوى معانقة فرحة الاحتفال بذكرى خير خلق الله “محمد” صلوات ربي وسلامه عليه الأمر الذي يثير في النفس العديد من التساؤلات حول هذه المخلوقات العجيبة ممن ساد في اعتقادها بانها فقط وجدت لكي تقتل وتموت, والأغرب من هذا أنها ترفع راية إسلامية لتؤكد من خلالها مدى التناقض الكبير الذي تعيشه قبل أن ترمي بنفسها إلى هاوية الجحيم.. ربما يبدو أننا عالقون وسط وحل من البشر المفترس ظهر في آخر الزمان ليقضي على تاريخ إسلامي قضت دعوة جميع شعائره إلى نشر المحبة, والسلام في أرجاء الأرض, ولكن لا يجب أن نعتقد بأننا كذلك لأننا على حق وهي عائمة في الضلالة, وعليها أن تدرك ذلك جيدا من خلال تصدينا الفكري لمساراتها الخاطئة. المسألة لم تعد مجرد صراعات حزبية إذ علينا أن نستشعر حجم الخطر المحدق بناء وديننا الإسلامي الحنيف. لهذا لم يعد السكوت حلاً أمام عناصر وبائية ترقص فرحاً على دماء الأبرياء عقب كل عملية إجرامية تنفذها, ولكن بحق من أي أرض جاءت؟! واي نوع من الفكر تحمل؟! حتى ممن نعتقد هم أعداء الإسلام لم يقدموا حتى لمجرد التفكير والعبث كما تصنعه القاعدة بالنفس البشرية.. ما يتطلبه الواقع منا هو الحفاظ على ما تبقى من ذرات فكرية سليمة وذلك حتى لا ننجرف خلف تلك التيارات الهدامة. أي عدو تبحث عنه القاعدة بين أطباء ومرضى مستشفى العرضي؟ وبين حافلة البراءة من طالبات لا تتجاوز أكبرهن العاشرة من العمر؟ وهل كان لها عدوا في المركز الثقافي بمدينة إب غير بحثها الدائم في القضاء على مواطن الأمن والسلام, ومع هذا لن تتمكن من تهديداتها في جعلنا نقبع منازلنا فنحن هنا أصحاب الحق في الأرض والقدرة, ولابد من التضحية في سبيل اجتثاث هذا الوباء الخطير من تربة السعيدة الطاهرة.. [email protected]