«000, 380 , 127 نسمة» بشر يتسمون بالحركة المستمرة نحو رفع مستوى دولتهم، يسابق النمل في طبيعة العمل الجماعي، ويتصف بالحيوية، يعمل دون كلل، الوقت الكنز الأعظم الذي به يحوز على كل الكنوز المادية الممكنة، يتنفس النظام في بيته وعمله - في الشارع ومع مجتمعه، حياته كتلوج متسلسل. دُفن تحت الركام وأُفني بضربات الحرب المدمرة، وجنى كل ويلات الإباد، وإحراق أرضه فنبت من جديد وولد بالعزيمة من فناء، قاوم وانتصر على نفسه قبل أن ينتصر على عدوه وبسلاح «العلم والإرادة». لقد كانت «هيروشيما وناجازاكي» في « 6 ،9 أغسطس 1945م » الضربة التي زادت الظهر قوة وصلابة، سقط ولم يطل بقاءه بل نهض ونهض بدولته نحو ثاني اقتصاد في العالم، واعتمد على التصنيع بكافة الصناعات المتنوعة الثقيلة والخفيفة وفي كل المجالات. ففي عام 1947م وضع دستوراً ومازال سارياً إلى الآن في ثلاثة مبادئ أساسية: سيادة الشعب، احترام حقوق الإنسان، نبذ الحروب. اتجه اليابانيون نحو «العلم - التصنيع - البناء»؛ إذ تُعد اليابان في المرتبة الثانية تقدماً في العلم بحسب تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية العالمية، اليابان ذات ال 47 محافظة لم تنظر إلى كم العدد السكاني، ولم يكن العائق في الإنتاج والثروة والتوزيع وإنما كان رافد التنمية وزر التشغيل. من منطلق مبادئ الدستور تم إرساء القانون وتفعيله واحترام سيادة الشعب واحترام سيادة الدولة، وإقرار حق الإنسان يعني الاهتمام ببداية الهرم/ القاعدة الحاملة لثقل مكونات الدولة والباني الأساسي. ما الذي يجعل الدول في تأخر: كثرة السكان أم قلة الثروة أو غيابها؟ لا عائق أمام إرادة النهوض وسلاح العلم، فحين تترسخ هذه الرؤية في ذات القرار السياسي في الدولة يسري في أبنائها، وحين يحترم الشعب دولته وواجباته يكفل حقوقه وكرامته، ومن هنا ترتقي الدولة وينهض الشعب. لم تغض اليابان الطرف عن البناء العسكري؛ فمرتبتها العاشرة عسكرياً خولها لأن تكون قوة رادعة بين الكبار. اليابانيون تجاوزوا دمار الحروب وزلزال الطبيعة، وسارعوا إلى البناء دون الالتفات إلى الماضي أو تذكر مآسيهم. [email protected]