من يشتري أرتال الكلام كأنما يحصد ضوء القمر دثاراً بليل ماطر يضج بالصقيع، ليبقى ذلك الشريد الغريب العاري من حياته وملاذه الآمن. والكلام حياة، حين يكون فعلاً لائقاً بالإنسانية، وتطبيقاً حياتياً يخدم التوجه البديع لفطرة الكون وسلامته من منغصات الكروب والأحداث المفزعة. لهذا لن تكون الحياة أكثر من محطة تفاصيل لحدث قادم يتعثر به قوم لا يقرأون كلام من سبقهم لعمق الرؤية الصائبة، ومن دفع ثمنا باهظاً ليكتب مستقبل غيره. وهنا تكمن مشكلة هذا الجيل الذي لا يقرأ.. وإن قرأ سيفقه ما يريده هو، أو ما لا يعارض معتقداته ومسلماته.. وفي ذلك إجحاف واستخفاف وانحراف عن المسيرة الفطرية للبشر. [email protected]