لا يكاد يمر علينا يوم حتى يكشف لنا ضوء الصباح أخبار فجيعة جديدة , غريبة علينا , لم نعهدها من قبل , فجيعة كنا نراها فقط على عناوين أخبار بلدان , ومدن سبقتنا إليها أحقاد, وأطماع المرشد ببدعة السيارات المفخخة , والأحزمة , والعبوات الناسفة . كان الصباح يأتي بريئاً كما لو أنه وجه مولود جديد على الرغم من شظف العيش ,وضنك الحياة , قبل أن يدنسه إجرام حمقى يطلبون الجنة , بقرابين الأبرياء , والبسطاء , الباحثين عن العيش الحلال , الكريم في بلد اختلط فيه أمر الحلال , والحرام , فدخلت صنعاء مدن إعجاز الإرهاب , وصارت تبدأ صباحاتها كما لو أنها بغداد , أو بيروت , برائحة البارود , وترش أرصفتها بالدماء بدلاً عن المياه, ويمشي الناس فيها خائفين , مترقبين موتاً مفاجئاً قد يباغتهم في ذروة الذهاب للعمل , أو العودة منه , خمسون قتيلاً كانوا ضريبة آخر أخبار صباحات صنعاء والذين سيكونون على ما يبدو هم سمة صباحاتنا القادمة . عراق جديدة ... هكذا تبدو ملامح القادم للأسف في بلد فقد فيها الساسة , والقيادات حس العظة , والتماس العبرة من دول لم يأت عليها الخلاف إلا بالخراب , والدمار الشامل , فلا عهود تحترم , ولا اتفاقيات تطبق , ووحده منطق الرصاص من يتحدث , ووحده الدم حبر العار القادم الذي ترسمه اليوم أطماع الخونة , ودناءة العملاء , ووحدهم الأبرياء فقط من يدفعون فاتورة هذا الصراع , الذي سيأتي ليس علينا وحسب , بل وعلى كل بلدان الجوار لأننا ساهمنا ودون استثناء في خنق آخر أنفاس بغداد المقاومة لتغرق في أتون الانتقام الفارسي , الصهيوني , الأمريكي , وها نحن نغرق جميعاً وندفع ثمن خطيئة ضياع العراق ودون استثناء , فهل يستفيق حمقى طلاب الجنة بأرواحنا , ليتركوا لنا فسحة العيش باللاممكن هذا . همسة .. لماذا احب العراق لماذا أيا ليتني قد ملكت الخيارا الم تك بغداد درع العروبة وكانت امام المغول جدار؟ «د.سعاد الصباح»