الهجرة..الشتات..الغربة..مفردات اعتاد عليها الإنسان اليمني..وكأنّها فعل ناتج عن أمر رباني، وليس عن خطأ بشري أودى بهم الى التشتت والضياع في بقاع الأرض. ولكنّ رحلة شتات اليمنيين على مدى عشرات القرون الماضية لم تجد من يوثق لها توثيقاً حصيفاً، كما يوثق الحضارمة لرحلة شتاتهم. لقد امتاز الحضارمة دوناً عن بقية سكان مناطق اليمن بتوثيق وتسجيل رحلاتهم واغترابهم على طول الساحل الأسيوي ..الهند واندنوسيا وماليزيا وسنغافورة ...والخ. ولعل صدور العشرات من المؤلفات والأبحاث الجادة –بمعدل ثلاث اصدارات في العام الواحد- والتي استغرق على بعضهم إعدادها سنوات تصل الى العقد لخير دليل على مسعاهم ذلك، وهو إن دل على شيء انّما يدل على احترامهم وتقديرهم وعرفانهم لهجرات آبائهم وأجدادهم. من أبرز المطبوعات التي صدرت خلال العام الماضي كتاب “الهجرات الحضرمية الحديثة الى الهند” وكتاب«الدراسات الحضرمية الى اين» واخيرا كتاب “الشتات الحضرمي الاكثر الهاما ليس للهجرة وإنما لبناء البلد فالموت جوعا في الوطن أشرف من الموت شبعا في الغربة! بالتأكيد بقية مناطق اليمن لم تولي أي اهتمام بتوثيق هجراتها كما اهتم الحضارمة ويتجلى ذلك من خلال غياب الاصدارات الموثقة..وعدم اهتمام سكانها على وجه العموم. لقد صار السكان في بقية المناطق عاجزين عن توثيق هجراتهم..في اشارة الى انهم عاجزون عن العرفان لآبائهم وأجدادهم الذين شاركوا بسواعدهم في بناء بقاع الارض وماتوا من دون ان يتذكرهم -للعبرة على الاقل- ابناؤهم أو أحفادهم! [email protected]