التواضع من مكارم الأخلاق ونعمة كبيرة وكنز يعود على صاحبه بالخير في الدنيا والآخرة.. وهو خلق الأنبياء والمصلحين والعظماء الأنقياء الذين يقدمون النموذج الراقي للإنسانية الصالحة، وهو علامة على نقاء السريرة وطيبة القلب وحب صاحبه للناس ... خلق يصحب إلى جانبه مكارم الأخلاق والقيم الفاضلة ويقودها، فترى التواضع ومعه المودة والرحمة والمساواة والنفور من التعالي والكبر والغطرسة. التواضع يجر بعده التسامح والصفح وينتج انتشاراً لخلق الدفع بالتي هي أحسن ودفع السيئة بالحسنة «فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم». يحب الناس المتواضع ويقدرونه كما يحتقرون المتكبر ويبغضونه حتى في الآخرة، لأن المتكبرين يحشرون على هيئة الذر يدوسهم الناس بأقدامهم، فالمتكبر حقير في الدنيا والآخرة مذموم عند الله وعند الناس، بينما التواضع خلق من أخلاق أهل الجنة، والرسول «صلى الله عليه وسلم» يصف أهل الجنة بقوله «أهل الجنة كل هين لين سهل». إن التواضع هو قاعدة الخير ومجلب الإحسان وهو من الأخلاق التي يصعب التصنع فيها أو التكلف، لأن المتكبر لا يمكنه أن يتصنع التواضع مالم يتغير من الداخل, فالتواضع خلق ناصع البياض ومنبع للمحبة، بينما النفاق منجم للكراهية والخبث. التواضع لا صلة له بالذلة والمذلة، بل هو خلق يدفع للعزة والشموخ، فمن تواضع ارتفع.. العزة بنت التواضع والمذلة بنت الكبر ولا أذل من المتكبرين ولا أجبن من المتعالين على الناس. حتى الرزق والأعمال تنتشر فيها البركة والسهولة مع انتشار التواضع والمتواضعين الذين يعكسون أمناً وأماناً في تعاملاتهم وحركتهم المصحوبة بالأمانة والأمان وحب الخير للناس والتعامل الحسن.. وجمعتكم مباركة. [email protected]