من الظواهر التي باتت مألوفة وغير مستغربة في أكثر من مسجد من مساجدنا وفي عديد المدن الرئيسة والثانوية أن يقف أحدهم عقب الانتهاء من الصلاة مباشرة مخاطباً الحضور من المصلين. ويشرح لهم الظروف المأساوية التي يمر بها في الجوانب الاجتماعية والمعيشية والصحية فأحدهم يحلف الأيمان المعززة بالدموع بأنه لا يجد قوت يومه وآخر يقول بأنه مهدد بالخروج والطرد من المنزل إن لم يف بسداد الإيجارات المتراكمة عليه وآخر يعرض بعض الوصفات الطبية مؤكداً بأنه لم يقو على شراء الدواء وغيره يقول بأنه بمسيس الحاجة لإجراء عملية جراحية وبصورة عاجلة وأقلهم معاناة يناشد الحضور بأن يساعدوه في العودة إلى قريته لأنه لم يجد أجرة السيارة وهنا يتساءل الكثيرون عن دور منظمات المجتمع المدني “ الجمعيات الاجتماعية التنموية الخيرية” ولماذا لا تبادر في احتواء مثل هذه الحالات ومد يد العون لها إن كانت بالفعل جديرة بذلك. وفي مساجدنا أيضاً يلاحظ المرء وبمرارة شديدة عدم احترام البعض لحرمة المسجد وقدسيته، حيث ترتفع بعض الأصوات بطريقة غير مبررة خلال نقاشات غير مجدية يفترض ألا يكون المسجد مكاناً لها وفي مكان آخر يسمع رنين الهواتف بطريقة مزعجة ولفترات طويلة وكأن أصحاب تلك الهواتف يشعرون بشيء من المتعة لسماعها أو أنهم لا يجيدون التعامل معها. وفي بعض المساجد هنا وهناك يتبين بجلاء بأن بعض المصلين لا يفرقون البتة بين دخولهم المسجد أو دخولهم سوق القات خصوصاً في صلاة الجمعة وعلى ذكر صلاة الجمعة هناك الكثير من المساجد التي باتت حكراً على أشخاص معينين فكل واحد فيهم وهذا حاصل في أكثر من مسجد من مساجدنا لم يكتف بأن يكون الإمام في كل الصلوات حتى صلاة العيد بل هو إمام الجمعة وباقي أيام الأسبوع. وحده فقط مسجد الرحمن بتعز من يشهد تغيرات ملموسة في هذا الشأن فمنبره متاح للكثيرين وفي مقدمتهم الشباب الذين اثبتوا مقدرة فائقة في الخطابة حتى إن البعض منهم تفوق في كل ما يتناوله على الكثير ممن سبقوه. وفي أحد المساجد الحديثة والقريبة من المسجد المذكور يتناوب إثنان من الأخوة وكلاهما يتميزان بعذوبة الصوت إلا أن أحدهما يكرر نفسه في خطابة الجمعة فعلى مدى جمع ثلاث لم يتغير الأداء لديه خصوصاً في الثلث الأول من الخطبة والتي يستهلها بتلاوة آي من الذكر الحكيم وبطريقة مكررة وصاحبنا ينطبق عليه القول الجمعة الجمعة والخطبة الخطبة وإزاء ذلك التكرار قال أحدهم عقب صلاة الجمعة أتمنى على الإمام أن يحضر خطبتي الجمعة في المسجد المجاور عله يستفيد من أولئك الشباب فرد عليه آخر يا أخي يكفيه أن ينصت لأخيه فرد آخر بس يا جماعة صوته رائع ولو أنه يطول قليل.