يستبشر اليمنيون خيراً لحاضرهم ومستقبلهم، ويرجون، ويأملون، وينتظرون.. لكن من لا يملك خارطة طريق آماله عليه أن يتحمّل أشواك المفاجأة ومتعرجات الفيافي غير المأمونة. والطريق الطويل قد يكون مُعبّداً أكثر من طرق مختصرة تحاصرها افتراضية الفواجع، وتعتريها التواءات الحيلة، وأنفاق الكوارث المتربصة بالقلوب الوجلة حين لا تفقه حقيقة الوصول واعتقادات المسافة. واليمن كأيّ بلدٍ يحلم أهله بالأمن النفسي قبل الأمن الغذائي، غير أنّ ما يُميّز هذا الوطن العليل قدرته الهائلة على الصبر والجَلَد في أحلك الظروف، واستجابته العجيبة للأمل وهو في غرغرة الوجع، وفي نكبة اليأس، وعتمة الحظوظ. وتبقى مؤشرات المستقبل واضحة المعالم رغم ضبابية المشهد، ليقين الكادحين أن ما سيأتي لن يكون أسوأ مما مضى.. وتلك سنة الخالق جلّ في علاه إذ يقول في كتابه الكريم: «وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ».