الفراغ الذي يعيشه الإنسان يجعله بلا شك مهيأ لأن يتقبل أي شيء لملئه سواء كان فراغاً عاطفياً أو سياسياً أو من ذلك الفراغ الذي يتغلغل في الفرد. فإن البحث عن سد هذه الفجوة الفراغية يتطلب بلا شك جملة من التضحيات سواء كانت على المستوى العاطفي أو النفسي أو السياسي.. ولعل من الطبيعي أن تترك تلك التضحيات المزيد من المؤثرات السلبية والإفرازات الداخلية والخارجية. وحين لا تزيد البدائل المتاحة أمام الشخص عن بديل واحد، فحينها يكون الاختيار إجبارياً، وما دون الاختيار يغدو ضرباً من ضروب البحث عن اللاشيء في المجهول. إننا إذاً أمام مفترق طرق كلاهما مفرغ من أساسهما، فليس ثمة أعمدة يتكئ عليها المرء، وليس ثمة أساسات سوى الخراب والدمار. فهل يمكن للمرء أن ينهض من جدث الدمار والخراب وأن يبنى عالم ما بعد الحداثة بنياناً يقوم على أسس المدنية والمحبة والتسامح وهو مفرغ إلا من البحث الدائم عن ذاته التائهة بين عوالم مفرغة إلا من الدماء والخراب؟! [email protected]