ثمة امور كثيرة يجد المرء نفسه امامها حائراً لا يستطيع ان يتخذ موقفاً مُعيناً تجاه واحدة منها، باعتبارها تعد في مجملها منظومة متكاملة، متشابكة، متداخلة من “الاحتيارات” التي لا تقبل “الاختيارات” ولعل العجز في اتخاذ موقف معين هنا يرمي بانعكاساته السلبية على سلوكيات المرء ما يتركه هائماً، شارد الخيال يهيم في الذات غائصا متغلغلاً في الكينونة الصغيرة المتقوقعة بجانبه! ليجد نفسه قد اتخذ قرارا بعدم اتخاذ اي قرار في اللحظة الراهنة. وهنا تبدو مشكلة الكثير من النخب سواء الثقافية أو الاجتماعية او الاقتصادية والتي انزوت بعيدا عن مشهدنا الذي يغلي على فوهة بركان من الدماء وناءت بنفسها عن العمل بمبادئها الهادفة الى بناء مجتمع مدني قوي ومتماسك ضد كل مظاهر التخلف والدم! ولو كانت هذه النخب بنت سلوكياتها وعمّدت قيمها على عدم الانكفاء والانزوء لكان حال هذا الوطن افضل . ..على الاقل كانت القوى المهيمنة ستجد من يحد من تفّشيها وانتشارها الذي شبهه احد الاطباء بالسرطاني الخبيث، والايام كشفت بالفعل صحة تلك المقولة الطبية . فهل اليمن في حالة ظهور نتوءات سرطانية؟ وهل بات على المريض السفر للخارج للحصول على العلاج؟ ام نأخذ بالحكمة التي تتنافى مع المنطق والتي مفادها ان اجتثاث المرض من جسم المريض نهائيا يتمثل في القضاء على المريض ذاته! [email protected]