ليس من صالح المجتمع ولا هذا البلد أنّ تظل الأمور القائمة على ما هي عليه حتّى وقت بعيد، ذلك إن افرازات المرحلة الراهنة وتداعيات المرحلة المقبلة تتطلّب قدراً كبيراً من الوعي لدى القوى السياسية التي تشكّل محور ارتكاز أزمة المجتمع منذ عام 2011م. ذلك أن مجرد رؤية سطحية فقط لما يدور على الساحة يؤكد بما لا يدع مجالاً للظن أن هناك أطرافاً تتبوأ مقاعد في مصادر اتخاذ القرار، لكنّها لا تملك قرارها ولا قرار المجتمع، وهذه القوى إنّما تمثّل ما قاله الشاعر: كأننا والماء من حولنا قوم جلوسٌ حولهم ماءُ وهو البيت الشعري المتداول والذي يشير إلى أننا نفسّر الماء بعد الجهد بالماء. وفي خضم هذه الأحداث المؤلمة والعتمة في آنٍ معاً لا يكاد المرء يدرك ما الذي سيأتي به الغد، كون اليوم لا يشكّل معطى واضحاً لما سيكون عليه الآتي. إذأن التباينات والتناقضات والمتضادات شكّلت في هذه الظروف الراهنة انسجاماً متناغماً أفزر عدداً من الاشكالات القائمة التي لا يكاد العاقل أن يجد لواحدة منها معالجة مقنعة ومزمّنة ولو ليوم واحد. [email protected]