تكاد واقعة قتل ميّت لرجل حي أن تتشابه وما يفتعل في الجزء القصي من الجزيرة العربية والمسمّى «اليمن»..!!. وموجز القصة هو أنّ رجلاً لم يمنح عقله بعضاً من الوقت للتعلُّم واكتساب المعرفة التي تنقذه من متاعب الحياة، ولدوافع متداخلة ومتناقضة في آنٍ معاً قرّر الانتحار؛ أخذ سلاحه الآلي، وضع إصبعه على الزناد منهياً حياته، بقيت أصبعه موضوعة على الزناد والغرفة تغرق بالدم، توارد الناس، أحدهم قرّر إبعاد السلاح المتجمّد إصبعه على زناده، سحب السلاح فأطلقت الإصبع المتجمّدة على الزناد طلقة أنهت حياته هو الآخر. هذه القصة تذكّرنا بالضبط بما يدور في البلد من أعمال قتل وتنكيل، ولكنّ بطرائق لا يمكن معها محاكمة أحد، فالقاتل ميّت، والمقتول حي ذنبه أنّه حاول المشاركة في فعل إنساني. والقضاء الذي يعوّل عليه إحقاق الحق يقف عاجزاً محتاراً أمام المئات من القضايا الحسّاسة، بالضبط مثل وقفة القاضي في تلك القضية؛ بما يحكم على ميّت قتل حيّاًَ، فالقاتل مجرد منتحر، قتل بعد انتحاره شخصاً حيّاً، والمقتول ضحية إصبع متجمّدة. *** إقدام الأموات على قتل الأحياء تتكرّر حالياً وبصور متعدّدة وطرائق حداثية، ولا أحد يجرؤ على محاكمة القاتل؛ ميّت ينهب أبناؤه باسمه أراضي أحياء، ولا أحد قادر على محاكمتهم، منتحرٌ يترك إصبعه على الزناد كي يقتل أول من يسعى إلى مساعدته. *** تلكم اللخبطة التي لا تحدث سوى في اليمن ولا يمكن الحصول فيها على إجابة مقنعة تعيدني إلى طرفة، شوهد مؤذن يؤذّن وهو يتلو من ورقة في يده؛ قيل له: أما تحفظ الآذان..؟!. فقال: اسألوا القاضي، فأتوا القاضي: فقالوا: السلام عليكم، فأخرج القاضي دفتراً وتصفّحه وقال: وعليكم السلام..!!. [email protected]