الضربات التي توجّهها السلطة ضد تنظيم «القاعدة» والفعل الاستخباري الهائل والهادف إِلَى تجفيف موارد «القاعدة» يحقّق أهدافه بصورة ترضي الجميع، لكن وأمام تضعضع مواردها فتحت باباً أدّى إِلَى مورد جديد، مورد قد لا يخطر على بال الشيطان نفسه..!!. وملخّص القصة هو أن أبناء إبليس أعضاء «القاعدة» وبعد أن انُضبطت مواردهم الخارجية تحت سطوة الضربات العسكرية والاستخبارية لجأوا إلى الحصول على التمويل من الداخل؛ يقومون بابتزاز بعض التجار، ومن لا يعطهم يكون هدفاً لرصاصاتهم، وهناك واقعة قتل تمّت بطريقة بشعة قبل أيام تشهد على ذلك، لا تفاصيل كاملة حول هذه الواقعة، لكنّ الوجه العام يشير إِلَى «القاعدة». *** تنظيم «القاعدة» في العراق وسوريا شرع في نهب بنوك الموصل، وتجاوز إجمالي ما نهبه النصف مليار دولار، وتنظيم «القاعدة» في المغرب العربي شرع في المتاجرة بالأعضاء البشرية، وتنظيم «القاعدة» في وسط أفريقيا يختطف أبناء الأثرياء ولا يسلّم الجثث إلاّ بمقابل كل ما يملكون..!!. أمّا تنظيم «القاعدة» في اليمن فبدأ في نهب وقتل التجار وخاصة المحسنين منهم، في مغزى يشير إِلَى دلالة تحيل ربما إِلَى أصابع ما تلعب من وراء الستار. أسلحة صغيرة للإرهابي الصغير..!! يبدو أن المستقبل يحتاج فعلاً إلى أن نرسم اتجاهاته الآن، قد تكون العبارة مضحكة وباعثة على السخرية، لكنّ هذه هي الحقيقة التي مازالت غائبة عن أجندة الجميع، على الأقل منذ الخمسين عاماً الماضية.. مؤتمر الحوار الوطني أقرّ وبعد جهود جبارة سحب جميع الأسلحة التي لدى القوى والشخصيات و... إلخ وتسليمها إلى الدولة، إجماع انتظره الناس بلهفة وشوق عقوداً طويلة، ويسبّحون الله بكرة وأصيلا راجين تنفيذ القرار؛ لكنّ من ينظر إِلَى الآثار الكارثية التي خلّفها انتشار تلك الأسلحة على الصغار فإنه لن يصل إلاّ إِلَى زقاق مظلم ومفجع في آن معاً. فعلى غرار حملة الأسلحة في المدن اليمنية والذين يتجوّلون بأسلحتهم ويستعرضونها، قام الصغار بتقليدهم بمعاونة مضمونة من المورّدين ومصانع ألعاب الأطفال التي استبدلت صناعة الألعاب الهادفة إلى الارتقاء فكرياً بهم إِلَى صناعة الأسلحة البلاستيكية تحت مبرّر «هذا ما يطلبه السوق» أسلحة بلاستيكية مخصّصة للصغار تنتشر في أرجاء الجمهورية، يتفنّن الصغار في إطلاق الرصاصات البلاستيكية منها، يلعبون بها ألعاب الحرب وعلى مختلف الجبهات، في منظر مؤلم لا يشير إلاّ إِلَى مستقبل مظلم حقاً وحاضر جعل من الصغار كباراً، كباراً وعلى غير عادة الإنسانية في الكبر. *** لا تبكِي يا ابنتي على دُميتك لأنها فقدت عينيها تحت وابل طلقات سلاح الجار الصغير، بل احمي عينيك الجميلتين من هذا الإرهابي الصغير!!. [email protected]