على القوى السياسية التي نغصت حياة الناس وعرضت الوطن للخطر ان تدرك انها تحت مجهر الذاكرة الشعبية التي احصت كل صغيرة وكبيرة ودونت مواقفها وسجلت أفعالها التي سامت الناس سوء العذاب وانها اليوم أكثر صبراً على تلك القوى ومازالت تضع الفرصة أمامها لتكف عن عقوق الوطن وتقلع عن المكايدة والمناكفة وتعود إلى جادة الصواب وتخلص في الحوار وتؤمن إيماناً مطلقاً بقدسية التراب الوطني وحق الشراكة الوطنية الواسعة التي لا تستثني احداً وانه ليس أمام كل القوى السياسية سوى الحوار والحوار وحده الذي يمكن الجميع من إخراج البلاد من جور ما أوصلوها إليه من الضياع والدمار. إن المؤسف حقاً ان نجد أن القوى التي ركبت موجة الجنون والفوضى مازالت على نفس المنهج التدميري بل والبعض منها مازال مصراً على التدخل الخارجي وكانه عبد مأمور لا ينطق إلا بما يحقق رغبات القوى الاستعمارية ولم يفق من سباته العميق ليرى الحقيقة الناصعة ان اليمن مهما كان لا يمكن ان تقبل بالتدخل بشؤننا وكان الأحرى بتلك القوى المصابة بسعار التدخل ان تتحدث عن أهمية إعادة هيبة القوات المسلحة والأمن وتمكينها من القيام بواجبها واجب الشرف والبطولة التي اعدت من أجله. ان القوى الظلامية التي مازالت تتسبب في إذلال الشعب انتقاماً منه بسبب رفضه منحها الثقة قد زاد فجورها وتعدى خطرها بسبب ولائها لغير الوطن واحلامها في الانتقام من سيادة اليمن وكسر هيبة المؤسسة الوطنية الدفاعية والأمنية ومحاولة الارتهان لغير اليمن لتحقيق رغبات القوى الاستعمارية في تشطير الوطن وتمزيق كيان الدولة اليمنية الواحدة والموحدة وقد افصحت تلك القوى الظلامية عن عدائها لليمن من خلال تصريحات ونداءات الخارج لضرب اليمن وتدمير مقدراته وهي بذلك مازالت على منهج الضلال الذي سلكته القوى الفاشلة في 2011م. إننا اليوم أمام قوى سياسية تتحاور من أجل مصالحها هي ولم تقدم مصالح الوطن العليا على مصالحها ومن أجل مصالحها لديها الاستعداد المطلق لتحقيق رغبات الغير في تدمير اليمن مادام ذلك سيحقق رغبتها الشيطانية في الانتقام من الشعب اليمني وإرادته الحرة والمستقلة وبناء عليه فإن على الشعب ان يكون أكثر استعداداً لمواجهة قوى الكيد والظلام وعدم السماح بمصادرة حقه في الاختيار الحر المباشر من خلال الانتخابات ، ولابأس ان يمنح الشعب القوى السياسية فرصة الحوار من جديد ،وليدرك الجميع أن الحوار بدون شك يفضح النوايا غير السليمة ويبرز النوايا التي تنطلق من اليمن وتقدس مصالحه العليا وعلى الاحرار المزيد من التلاحم من أجل ابصال اليمن إلى بر الأمان بإذن الله .