لا يمكن لأي أمة من الأمم أو شعب من الشعوب أن ينهض اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وأن يصل إلى أهدافه ومبتغاه في النمو والتطور مالم يكن هناك استقرار سياسي لأنه البوصلة والمرتكز الأساس في أي نهوض لأمة أو شعب والمعطيات ماثلة أمامنا، فالكثير من بلدان وشعوب العالم الثالث وفي مقدمتهم شعوب العالم العربي، فمثل هذه الشعوب لازالت تئن تحت وطأة التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من خلال ما تعانيه هذه الشعوب من فقر وجوع وجهل ومرض وغياب البنية التحتية والتي هي الأساس في أي بناء اقتصادي وتنموي والسبب في كل هذا التخلف بالرغم من امتلاك هذه الشعوب مقومات اقتصادية هائلة من ثروات بترولية وزراعية وسمكية وسوق استهلاكية كبيرة منافسة للأسواق العالمية الأخرى إلا أنها تفتقر إلى الاستقرار السياسي، فشعوبنا العربية ومنذ أن استقلت من الاستعمار الغربي في عقد الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم وهي تعاني من الحروب الأهلية والحروب البينية، ولم تكن هناك فرصة للاستقرار السياسي جراء المناكفات والتخوين وسيطرة البعض على البعض الآخر وغياب الديمقراطية والعدالة ونكران الذات ،وأصبحت هذه الشعوب مبلية بنخُبها الذين أوصلوها إلى ماهي عليه اليوم من رعب وبطالة وغياب الأمن والاستقرار لم نجد بلداً عربياً أو شعباً استقر حاله حتى يتمكن من بناء ذاته لينعم بحياة حرة كريمة ،وإلا ماذا نسمي هذا الوضع المأساوي الذي نعيشه في عالمنا العربي وفي القرن الواحد والعشرين حيث الكهرباء مازالت بدائية، المياه شبه غائبةعن الكثير من البلدان، الظلم لازال ينخر الكثير من مرافقنا وحياتنا اليومية قلة قليلة استأثرت بالحكم وأصبحت لوحدها صاحبة القرار وتمتلك الثروة والجاه والسلطان وما يعطى لشعوبها هو ما بقي من الفتات الذي لا يشبع جائعاً ولا يكسي عارياً فأصبحت شعوبنا العربية في نهاية السلم وفي كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية وغيرها من شئون الحياة، ونحن هنا في اليمن لازلنا نحبو ببطء في كل شئون حياتنا ولم نستطع تحقيق الحد الأدنى مما نصبوا إليه من حياة مستقرة وآمنة وكريمة بالرغم من مرور ما يزيد عن اثنين وخمسين عاماً على انتصار الثورة السبتمبرية والتي كنا نأمل أننا سننطلق وبقوة صوب ما نطمح إليه من حياة كما يعيشها بقية البشر، إلا أن هذا الأمل توارى وغاب عنا والسبب ما عاشته البلاد من حروب ومكايدات وانقلابات واستئثار للسلطة من قلة على حساب جموع الشعب،يعني أننا خلال هذه الفترة لم نستطع أن نحقق مارفعته الثورة السبتمبرية من أهداف جراء ما عانته ولازالت تعانيه البلاد من غياب للاستقرار السياسي والسبب أن مماحكات القوى التي تصدرت شئون المجتمع قد انشغلت بمصالحها الحزبية والقبلية والمناطقية والتي تتعارض تماماً مع المصالح العليا للشعب والوطن ..وفي نهاية هذه السطور أقول بأنه لا تنمية ولا استقرار مالم يكن هناك استقرار سياسي وهو مسئولية الجميع.