بعد طول انتظار وحبس النفس وضبط الأعصاب وإلتزام الهدوء والعقلانية والاعتصام بحبل الله المتين، هل القوى السياسية المتصارعة على المكاسب والمناصب لديها ذرة من الاحترام لهذا الشعب الموحد والصابر على عفن تلك القوى؟ أم أنها مازالت في سباق الحوار الماراثوني المصلحي الذي لاعلاقة له بالصالح العام؟ وهل تدرك تلك القوى أنها باتت مخذولة من الشعب ومنبوذة ورغم ذلك الخذلان وعدم القبول بها إلا أن الشعب الموحد والواحد مازال صابراً عليها وينتظر صحوة ضمائر القائمين على تلك القوى باعتبارهم جزءاً من المكونات السكانية للجمهورية اليمنية وينبغي اعطاؤهم فرصة لمراجعة الذات والعودة إلى جادة الصواب والوصول إلى كلمة سواء تقود الكافة إلى حق الشعب في الاختيار الحر عبر الانتخابات المباشرة. إن الشعب صاحب السلطة ومن حقه ممارستها على أرض الواقع من خلال آليات العمل الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات العامة الرئاسية والنيابية والمحلية من أجل الاختيار الحر المباشر، ومن لم يؤمن بذلك من القوى السياسية فعليه أن يتخلى عن العمل السياسي تماماً ويتحول القائمون على تلك القوى المصابة بجمود العقل إلى مواطنين عاديين صالحين يمارسون حياتهم الطبيعية التي كفلها لهم الدستور والقانون، ويكفي صلفاً وعنتاً أرهق الشعب وكلفه الكثير من المقدرات البشرية والمادية التي ضحت بها تلك القوى غير المؤمنة بآليات العمل الديمقراطي وحق الشعب في الاختيار الحر المباشر. إن على القوى السياسية التي مازال في رأسها الحكم بقوة الحديد والنار أن تدرك أن الشعب اليمني لم يعد يقبل بالقوى الانقلابية وسيتركها وحيدة تواجه مصير الفناء ولايمكن أن يقبل الشعب إلا بمن يؤمن بصناديق الاقتراع الحر المباشر، وليدرك الجميع أن الشعب اليمني قد صبر على القوى المتعنتة والمتحجرة ومازال يعطيها الفرصة للعودة إلى جادة الصوب من خلال الوصول إلى مكان وطني جامع يضمن حق الشراكة ويقود إلىالاختيار الحر. لم يعد أمام الشعب بعد هذا الصبر والعناء الذي ذاق مرارته منذ 2011م غير الاصرار على حقه في الاختيار الحر المباشر من خلال الانتخابات العامة وعلى القوى السياسية أن تصل إلى قناعة أن عهد الحكم بالحديد والنار بات مرفوضاً من الشعب اليمني وعليهم الاتجاه نحو الوفاق الجامع الشامل الذي يحفظ الكرامة من أجل البدء في إعادة إعمار اليمن وبناء المؤسسة الدفاعية والأمنية بإذن الله.