الاعتماد على الشارع في حل المشكلات السياسية دليل على الكبر والغرور الذي يصيب بعض القوى السياسية التي جعلت من الشارع مسكناً ومأوى للفساد الذي ألحق الضرر الفادح بالبلاد والعباد عندما سنوا سنة سيئة حذرنا حينها بأن هذه السنة سيتحملون وزرها ووزرمن عمل بها إلى يوم الدين , وقلنا حينها بأن الاحتكام إلى الشارع احتكام للفوضى , لأن الشارع لا زمام له ,ولكن القوى المصابة بهوس السلطة ركبت رأسها وتحالفت وتداعت من أجل القتل والتدمير واغتيال الوطن وتدمير مؤسساته الدستورية والغدر بالمؤسسة الدفاعية والأمنية، وساموا الناس سوء العذاب على مدى أربع سنوات من القتل والغدر ، أوقفوا خلالها عجلة التنمية ودمروا مقدرات البلاد ولم يحققوا شيئاً إيجابياً يستحق ومع كل ذلك يقودون الناس باستغفال واستخفاف بعقل الإنسان ليس له نظير . أربع سنوات من العناء والقهر كأنها لم تكف الغارقين في الرهانات الخاسرة لتدمير البلاد , ومازال جميعهم في غرورهم وهوسهم ,ولم يدركوا بأن الثورية انتهت بالمبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة الذي كتبوه بأيديهم وإرادتهم، لأنهم جميعاً لا يحترمون العهود والمواثيق فانهم كما يبدو مسيرين وليسوا مخيرين، ولو كانوا يمتلكون قرارهم ويحكمون عقولهم لما حدث ما حدث ولأنهم كذلك فهم جميعاً يقدمون صورة درامية لواقع رهنوا أنفسهم لغيرهم، الأمر الذي يجعل المواطن اليمني الحر البسيط يدرك ان جميع القوى السياسية التي تخون العهود والمواثيق لا تستحق ثقة الشعب ،كما أنهم بإصرارهم على رغباتهم الخاصة جداً إنما يعمقون الهوة بينهم وبين الشعب الذي يرفض العبث ويمنح حق الشعب في الاختيار الحر المباشر عبر آليات العمل الديمقراطي الذي يحفظ كرامة الإنسان ويحقق إرادة الخير والسلام للكافة. إن المشاهد التي تقدمها القوى السياسية المصابة بجنون الثورية لم ولن تقنع المواطن يصوابية نهجهم ولن تحقق أدنى درجات القبول الشعبي، البوابة الشرعية للوصول إلى الرضا الذي يحقق الأمن والاستقرار، وليس أمام الكافة غير الحوار والشراكة الوطنية العادلة والمصالحة التي لا تستثني أحداً، أما العنصرية والكبر والغرور و المماحكة فلن تزيد الشعب اليمني الحر إلا رفضاً لكل من لم يؤمن بحق الاختيار الحر ويعترف بالآخر ويؤمن بمبدأ التداول السلمي للسلطة، ولذلك نقول للقوى المتصارعة يكفي عبثاً بعقول البسطاء من الناس وينبغي العودة إلى جادة الصواب لتخليص البلاد من أزمة النفق المظلم الذي حشرتم اليمن فيه وليس أمامكم سوى الايمان ببعضكم البعض وتشابك الأيدي الوطنية من أجل إعادة بناء الدولة اليمنية الواحدة بإذن الله .