يظل الاحتكام إلى العقل والاعتماد على الإيمان والحكمة من أعظم مقومات الحياة الإنسانية وأرشد أنواع النظم السياسية وأقوى النظم الدستورية والأكثر قبولاً والاتجاه الصحيح للوصول إلى الرضا الشعبي السند الشرعي لأي نظام سياسي والركيز الأساسي في دعم وتثبيت أركان الدولة اليمنية الواحدة والموحدة، وقد دعونا منذ وقت مبكر إلى تحكيم العقل والكف عن الاحتكام إلى الشارع على اعتبار أن الشارع لا عقل له وتحكمه الأهواء المتعددة والرغبات القروية والمصالح الخاصة، وقد أشرنا إلى أن الشارع لا زمام له ولكن الغرور والكبر والخروج عن أوامر الله ونواهيه دفع بالطامعين في السلطة إلى سكن الشوارع وتعطيل الحياة وتدمير مقدرات البلاد والعباد. إن ما حدث من تدمير من 2011م وحتى اليوم يفترض أن يكون درساً يتعظ منه الذين غررهم الشيطان وقادتهم الأحقاد وساقهم الكره والرغبة في الانتقام إلى كل ما حدث من الفوضى التي لم تخدم سوى أعداء اليمن، غير أن المؤسف حقاً أن تلك القوى التي قادت الناس البسطاء إلى ذلك الدمار وتلك المآسي الكارثية مازالت تؤمن بقدرة الشيطان وتحتكم له في كل صغيرة وكبيرة ولم تعد إلى رشدها لتحتكم الى كتاب الله وسنة رسوله وتؤمن بالعقل والحكمة من أجل إخراج البلاد والعباد وإلى خير الناس جميعاً ومازال الكبر والإثم يسيطر على عقليات تلك القوى التي رهنت نفسها للغير وظهرت بمظهر المصر على التدمير والاحتكام إلى الشارع (الشيطان) ومن أجل ذلك نقول لتلك القوى قد جربتم كل الوسائل لتبرير غايتكم وأتضح أن غاياتكم لم تكن وفق إرادة الله. وإئما وفق أهوائكم وغروركم في حب السلطة وجعلتم من أنفسكم في سبيل هذه الغاية تحت تصرف أعداء اليمن واستعنتم بشيطان الإنس والجن فحدث لليمن ما حدث من الخراب والدمار وتعمدتم القضاء علىالمؤسسة الوطنية الدفاعية والأمنية لإرضاء من رهنتم أنفسكم لهم فرفضكم الشعب فكان ماكان من أمركم فيكفي غروراً وحقداً وكراهية وعودوا إلى رشدكم وحكموا عقولكم وضمائركم، لأن ما أحدثتموه قد هدم البناء ودمر مكارم الأخلاق وجار على الحياة بكل مقوماتها. إن محاولات الاحتكام إلى الشارع قد أثبتت فشلها وجرمها ولم يعد أمامكم سوى العقل والالتزام بأوامر الله ونواهيه والكف عن الدفع بالبسطاء من الناس إلى الشوارع لأنها أصبحت مهزلة غاية في الاستخفاف بعقول الناس والفرصة مازالت أمامكم لاحترام العقل والإسهام في إعادة بناء اليمن بإذن الله.