التراجع الذي يحقّق الخير العام لا يعدُّ عيباً في اتخاذ القرار، والاعتراف بالخطأ أمر مطلوب في الأداء الإداري والسياسي لما لذلك من الأهمية التي تُسفر عن وضع المعالجات التي تحقق القدر الكافي من الاستقرار لتتمكن المنشأة من القيام بتنفيذ برنامجها وأهدافها الاستراتيجية وهذا عكس الاصرار على الخطأ وعدم الاعتراف والشعور بالكبر والعظمة التي تقود إلى الفشل الذريع، وقد باتت تجارب الحياة متاحة للاطلاع على إيجابياتها وسلبياتها والاستفادة من كل ذلك. إن جوهر الحقيقة التي ينبغي الاعتماد عليه في مقدار الشعور بأمانة المسئولية الوطنية وإدراك الأخطاء وعدم التستّر عليها أو محاولة البحث عن التبريرات المزيفة والاتجاه بقوة نحو المعالجات التي تحقّق القدر الكافي من القبول الذي يؤمّن الأداء ويوفّر الجو المناسب للانجاز والإبداع والانطلاق نحو آفاق جديدة تدفع باتجاه الاضافات الوطنية التي تخلّد في ذاكرة الشعب الجمعية.. إن الالتزام بتحقيق وترجمة الإرادة الكلية بوابة الانطلاق نحو المستقبل الأكثر عطاءً والأكثر تلاحماً، والأعظم وفاءً للشعب اليمني الصبور الذي تحمّل كل الأذى لكي يظل واحداً موحّداً وقادراً ومقتدراً وصمد أمام العواصف والزوابع الهوجاء، فكان الصخرة الفولاذية التي تحطّمت عليها كل الرهانات غير السليمة، وبات من حقه اليوم القيام بواجب الوفاء من الجميع من أجل الانطلاق نحو إعادة البناء والإعمار وتمكينه من حقه في الاختيار الحر المباشر من خلال الانتخابات العامة. ان الجمود الذي أصاب الحركة المجتمعية وعطّل عجلة التنمية قد فوّت على الوطن إنجاز المشاريع الوطنية العملاقة وكلّف البلاد خسائر مادية فادحة، وعطّل حق الشعب في الاختيار الحر المباشر عبر صناديق الاقتراع ودفع باتجاه المشاريع العدوانية التي استهدفت وحدة الإنسان والأرض والدولة، ولم يكن أمام تلك المشاريع العدوانية من رادع وزاجر غير صبر الشعب الذي احتفظ برباطة جأشه وقوة إيمانه بالله رب العالمين، وتحمّل كل شيء من أجل سلامة اليمن وأهلها. إن المطلوب اليوم هو الكف المطلق عن المناكفات والاتجاه صوب المصالحة الوطنية وإنجاز الدستور والانطلاق صوب الانتخابات من أجل تمكين الشعب من حقّه في امتلاك السلطة والاختيار الحُر المباشر، وقد بات هذا الأداء فرض عينٍ على الكافة القيام به من أجل صناعة المستقبل الذي يحقّق العزّة والكرامة بإذن الله.