يأتي اصطفاف بعض القوى السياسية في الاتجاه المعاكس لإرادة الشعب الكلية التي تنشد الخير والسلام والمحبة والوئام للناس كافة، ويبدو أن عناصر في تلك القوى لا تدرك خطورة التمترس خلف الأوهام والادعاءات الباطلة وإنما تمارس ذلك التمترس دون دراية كافة بعاقبة الأمور ومن أجل ذلك ينبغي أن تكون الشفافية والوضوح على أعلى درجاتها، ليدرك الكل إلى أين هو ذاهب وماهي عواقب اتجاه المسير. إن المشهد السياسي الراهن مازال يكتنفه الغموض وعدم الإخلاص في القول والعمل ولم نرقَ إلى مستوى الشعور بأمانة المسئولية التي تحتم على الكافة الالتزام بقدسية وشرف الأمانة من أجل إنجاز مهام المستقبل، كما إن التطويل في الإجراءات مازال يضاعف من الفساد والإفساد ولذلك ينبغي اتخاذ المعالجات اللازمة للحد من الاختلالات المختلفة لتعزيز المصداقية ومنع المضاعفات التي أثقلت كاهل المواطن وزادت من جروحه المؤلمة ولم يرَ نور الانفراج الذي يدفعه نحو التفاؤل والتفاعل من أجل مستقبل أفضل. إن الممارسات العبثية التي يشهدها المواطن يومياً دون أن يرى رادعاً حقيقياً من الجهات المعنية بحماية أمن الوطن والمواطن تجعل الناس أكثر تخاذلاً وتشاؤماً وعدم قدرة على إبداء التفاعل الإيجابي الذي يعزز الأمن والاستقرار وكلما زادت التصرفات العبثية كلما زاد اليأس في نفوس الناس، وهذه حالة ينبغي عدم السكوت عليها لأن مضاعفاتها كارثية بكل ما تعنيه الكلمة ولا يجوز السكوت على ذلك، بل لابد من قول الحقيقة وإبرازها من أجل الدفع باتجاه المعالجات اللازمة. لم يكن التواكل والتخاذل إلا من أدوات التدمير والقضاء على مؤسسات الدولة وشل حركتها ومنع قدرتها على القيام بالمهام الوطنية، ولذلك فإن المطلوب هو عدم الاستسلام لليأس والانطلاق نحو تنفيذ المهام الوطنية، كلٌّ في مجال عمله ومتى ما تحقق الشعور بأمانة المسئولية في نفوس الكافة فإن ذلك سينعكس على الأداء الكلي لكافة المؤسسات ويحقق التجاوب المطلوب الذي يسند الفعل الوطني الأكثر تجاوباً مع حاجات الناس وواجبات الدولة والوصول إلى تقديم الخدمة الوطنية التي تحقق سعادة الوطن وتعزّز وحدته وأمنه واستقراره بإذن الله.