لايجوز إلهاء الناس بافتعال المشكلات الجانبية من أجل الهروب من المهام الوطنية الكبرى التي ينبغي القيام بها خلال هذه المرحلة من الحياة السياسية, ولايجوز ادعاء المعوقات إلى درجة الوصول إلى عدم الإنجاز تحت تلك المبررات الواهية التي باتت مفضوحة وأدركها المواطن البسيط ولم يعد يقبلها ،نعم يكفي أعذاراً لأن المواطن قد ضاق ذرعاً من تلك الأعذار الواهية ،كما أن العالم بدأ يدرك أن تلك الأعذار غير حقيقية الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من إفقار اليمن وتهالك بنيتها التحتية بسبب التخاذل المريع الذي تشهده بعض المؤسسات الحكومية والتسيّب الذي يشهده المجتمع اليوم. إن العجز الواضح عن الأداء والإنجاز لايمكن أن تبرره الأعذار مع الاستمرار في ممارسة إفقار الدولة والقضاء على مؤسساتها والإخلال بمكوناتها الجغرافية والبشرية من خلال ترك الحبل على الغارب، وتغييب مؤسسات الدولة وعدم القيام بالمهام والواجبات الدستورية والقانونية التي تمنع الممارسات المخلة بالنظام والقانون وتنزع سلاح المليشيات أياً كانت ليحل الجيش محلّها من أجل فرض سلطان الدولة على الكافة دون مجاملة لأحد أو مدارة لأحد أو محاباة لأحد أو مخادعة لأحد وتوحيد الولاء لله ثم للوطن بدلاً من التخاذل الذي ألحق الضرر بسيادة الدستور والقانون.. إن فرض سلطان الدولة لا يأتي بتعدد الولاءات والتساهل في مواجهة أي خارج على الدستور والقانون ،بل يأتي بالحزم وقوة الإرادة وتحريك كل مؤسسات الدولة الدستورية بهذا الاتجاه وإدارة كل أعمال الدولة من خلال تلك المؤسسات ومن يدعّي أن ذلك غير متاح فهو عاجز، لأن الإسناد للشرعية القائمة لم يتوفر لليمن من قبل محلياً وإقليمياً وعالمياً، كما أن خارطة الطريق المسنودة واضحة من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تهدف إلى الوصول باليمن إلى حق الاختيار الحر من خلال صناديق الاقتراع، وبناءً عليه فإن الأعذار لاتُقبل وينبغي المضي نحو حق الشعب في الاختيار الحر بإذن الله.