البعد عن النكاية والقرب من التسامح من صفات المسلم الحق الذي التزم آداب الإسلام الحنيف وجعل من مكارم الأخلاق أساس حياته بين الناس، فترفع بذلك السلوك عن الوقوع في محذورات ومكروهات الإسلام الحنيف ورسم لنفسه منهجاً أحق أن يكون مضرب المثل في قيم التسامح والتصالح والتكافل والتراحم والألفة والأخوة باعتبار كل ذلك سبيل الوصول إلى خير الإنسانية كافة. إن الملاحظ على القوى السياسية وخصوصاً العقائدية منها اتباعها مناهج ماأنزل الله بها من سلطان تصنع العقد النفسية وتزرع الحقد والكراهية وتنمي الاختلاف مع الآخر, وفوق ذلك تظن تلك القوى أنها تسير في الاتجاه الصحيح ولم تدرك أنها كارثة على المجتمع بما اعتمدته من منهج تربوي شديد الخطورة على الحاضر والمستقبل, والأكثر من ذلك أنها تدرك أن ذلك النهج غير القويم قد ألحق الضرر بالمكونات المجتمعية وخلق التنافر وأدى إلى التناحر وأوصل بعض المكونات حد الاقتتال والاحتراب الذي أساء إلى الإسلام الحنيف وكلّف الانسانية الأعباء والمخاطر. إن المعركة القادمة التي ينبغي أن يخوضها المجتمع مع الذات لمراجعة المناهج والطرق التي يسلكها كل مكون من مكونات المجتمع والاعتراف بأخطاء تلك المناهج والكف المطلق عن المضي في تلك الأخطاء والعودة إلى جادة الصواب وإعطاء مكارم الاخلاق حقها من النبل والوفاء والانطلاق صوب المنهج الرباني السليم الذي جاء به الاسلام الحنيف, ولتدرك القوى السياسية التي تماهت مع المنهج العقائدي السياسي أنها قد ارتكبت جرماً في حق الشعب وولدت الأحقاد وصنعت الكراهية وخلقت الصراعات وعززت الفجور في الاختلاف ولم تحقق غير الشر وحده. إن القوى السياسية مطالبة اليوم بالعودة إلى جادة الصواب والعمل على إزالة مخلفات تلك الاعتقادات المنافية لجوهر الاسلام الحنيف والكف عن الادعاءات المولدة لخلق الصراعات والاتجاه صوب العمل السياسي الوطني البعيد عن مناهج الحقد والكيد والادعاءات الوهمية والعودة إلى منابع الاسلام الصافية الخالية من كل تلك السلبيات التي أساءت إلى الاسلام والمسلمين, وليدرك الجميع أن بناء المستقبل مسئولية الكافة بالشراكة الوطنية الواسعة من أجل يمنٍ خالٍ من الإرهاب بإذن الله.