أربعة أعوام مضت على اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالتغيير ولا تزال حتى اليوم المظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية مستمرة والحوارات بين القوى السياسية متواصلة ولم نخرج إلى طريق فكلما لاحت في الأفق بادرة أمل تبشر بإخراج الوطن والشعب من دوامة الصراعات والخلافات والتناحرات الطاحنة والأزمات العصيبة إلى بر الأمان كلما حدث مالم يكن في الحسبان فتعود الأمور إلى المربع الأول ونقطة الصفر. ما من شك أن الحوار هو سلوك حضاري رفيع وأسلوب أمثل لمناقشة كافة القضايا الخلافية بين القوى السياسية المتصارعة على السلطة والثروة والنفوذ.. كما أن الحوار هو الطريق الوحيد الصائب الذي يجب أن يسلكه الجميع وطاولة الحوار هى المكان المناسب لجلوس كافة الأطراف لطرح رؤاهم ووجهات نظرهم بشأن كل القضايا التي تهم الوطن والشعب ولذلك فإنه يتوجب على جميع الأطراف إثبات مصداقيتهم بأنهم يتحاورن من أجل المصلحة العليا للوطن والشعب وليس من أجل مصالحهم الحزبية والشخصية .. عليهم أن يغلبوا مصلحة الوطن والشعب على مادونها من المصالح الحزبية والشخصية الآنية والضيقة فيعملون على تحقيق الوفاق الوطني والتوافق السياسي من خلال سرعة حسم القضايا الخلافية والتوصل الى حلول توافقية عاجلة فالوضع الذي يمر به الوطن في غاية الخطورة ويتطلب العمل بأقصى الجهود لإنجاز اتفاق وطني تاريخي ينقذ الوطن والشعب من كارثة لاتحمد عقباها ويحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره ويفوت على المتآمرين فرصة تنفيذ مؤامراتهم الدنيئة في جر الشعب اليمني نحونفق مظلم وهاوية سحيقة لا سمح الله كما هو الحال في سوريا وليبيا والعراق والصومال. يجب أن ترتفع أصوات عقلاء اليمن وحكمائها في هذا الوقت العصيب وتختفي نهائيا الأصوات النشازالتي تعمق الخلافات وتؤجج الصراعات وتزرع الأحقاد والضغائن وتثير النعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية بين أبناء الشعب اليمني الواحد. يجب أن يعي أنصار الله وحلفاؤهم وأحزاب اللقاء المشترك وشركاؤهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وفصائل الحراك الجنوبي إنهم ليسوا كل الشعب اليمني .. وعليهم أن يدركوا جيداً أن ستة وعشرين مليون يمني لا يمكن اختزالهم في شخص أو جماعة أو حزب أو مجموعة أحزاب أو مجموعة أشخاص .. عليهم أن يدركوا أن اليمن من المهرة شرقا وحتى الحديدة غربا ومن صعدة شمالاً حتى عدن جنوباً ملك أبناء الشعب اليمني كافة وليس ملك شخص أو جماعة أو حزب أو تنظيم سياسي .. ولن يستطيع أحد مهما امتلك من القوة والمال والدعم أن يفرض وصايته على الشعب اليمني العظيم ولذلك فإنه يتوجب على قيادة جماعة أنصار الله وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية وفصائل الحراك الجنوبي مراجعة حساباتهم وتحمل مسئولياتهم الدينية والوطنية والتاريخية أمام الله والتاريخ والشعب اليمني حاضراً ومستقبلاً.يجب سرعة العودة الى طاولة الحوارقبل فوات الأوان وبدون شروط مسبقة ووضع كل القضايا وما طرأ من مستجدات في الساحة الوطنية مؤخراً على طاولة الحوار ومناقشتها بمسئولية وطنية بعيداً عن الحسابات الشخصية والحزبية الضيقة وضرورة تهيئة كل الظروف الملائمة لإنجاح الحوار ومن ذلك وقف الخطاب السياسي والإعلامي التحريضي وكل الأعمال التي لاتخدم التوافق الوطني.. وعلى جماعة أنصار الله أن يتعاملوا مع الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة الوطنية بحكمة وعقلانية وبُعد نظر بعيداً عن التفكير بمبدأ القوة وفرض سياسة الأمر الواقع.. عليهم أن يفكروا ملياً بحجم المخاطر المحدقة باليمن فلا يكونوا هم السبب بالذهاب بالوطن والشعب إلى نفق مظلم وهاوية سحيقة وحرب طاحنة تحرق الأخضر واليابس لا سمح الله . على جميع فرقاء العمل السياسي أن يعوا جيداً أنهم مسؤولون مسؤولية مباشرة عن ما آلت إليه الأوضاع وعليهم أن يدركوا أنه لا وسيلة أخرى لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق سوى الحوار لتجاوز الأزمة وتجنب الكارثة والانهيار المحتمل. [email protected]