البارحة كانت المرة الأولى في حياتي التي انعتُ فيها أحدهم بالحيوان بعلو صوتي في مكان عام ، و لست نادمة على هذا smile رمز تعبيري في الطائرة وجدت رقم مقعدي محجوزاً ، رجلان تجاورا و بدا أنهما خرجا للتو من كهف ما، ولم يعرفا أي شيء في حياتهما عن الاختراع المضمون المدعو لياقة .. اظهرت لهما رقم مقعدي و طلبت أن يغادر الذي سطا عليه بلا ذوق. - مابش، دوريلش بقعة . - كيف ادور بقعة هذا الرقم حق مقعدي ، موجود بالبوردينج. - هيااا قالت بوردينج موردينج ، سيري دوريلش مكان. - هذا الكلام تقوله ببيتك ، أما هنا نحن بطائرة نمشي بالنظام. - نظام ماهو قد اسقطنا النظام ، يبتسم و قد تعالمت على أسنانه كل أنواع الطحالب . - اقولك هذا مكاني ، وريني ورقة طلوع الطائرة بقولك فين مكانك بالضبط. - مكاني هانا. - ألا يا الله اليوم. أنادي المضيفة ،: تعالي شوفي حل بالتعبان هذا ! تخبره هي : يا أخ قوم انت مش هنا ، مكانك بالطرف الثاني من الطائرة . - جني بزكم الثنتين، يصيح و يقوم من المكان .. بينما تقف هي مذهولة ، تهمس لي : عادي قدنحنا متعودين . أما الآخر فيربض بجانب النافذة ، مقعدي الذي طلبته خصيصًا، و كانت معه جولة أخرى من المفاوضات . - معلش انت جالس بالمقعد حقي 24 k . يعني ويندو سيت. - ما بتقولي انتي ؟ - يعني انت هنا و انا بمكانك ، حنتبادل. - ما بقوم و لو تقتلبي قرد. - احترم نفسك ، بتقوم و رجلك فوق رقبتك، هذا مكاني !. - و الله ما بقوم. - قوم يا حيوان قبل لا أعرفك إن الله حق . - ما بقوم و راس جدتش ! - يأتي المضيف و يأخذ الرجل من يده نحو المقعد الآخر . - جلست في مكاني ، حتى لما كانت أول ربع ساعة طلبت أن يغيروه لي ، لأن المخبول بجانبي كان قد سعل ثلاثمائة مرة و تنخّم مائة و سبعين نخمة وبذل كل ما يمكنه لإثبات أنه حيوان فعلًا ونجح في ذلك ! لحسن الحظ .. قضيت باقي الرحلة بجانب فتاة لحجية جميلة تحادثنا في أشياء كثيرة بما فيها الفيزا التي تطمح الحصول عليها لتقيم مع زوجها في لندن ، حيث النظام ليس هو القانون و لا الدين و لا العرف.. بل الأخلاق.