الحوار مطلب الجميع، ويبدو أن المعاني لهذا الحوار متعدّدة، ولكل فريق مفهومه للحوار، والحقيقة أن المبعوث الأممي كمشرف ومحكّم ومفوّض من مشائخ العالم عليه وحده مسؤولية ضبط الحوار وإبعاده عن دائرة التلاعب، ناهيك عن عدم تلاعبه هو بهذه القواعد..!!. وبغض النظر عن مطالب الأطراف حقاً كانت أو باطلاً؛ فلابد من تنفيذ قواعد الحوار وصولاً إلى حل مرضٍ يحقّق مصلحة البلاد، فالحوار هو أخذ ورد وتنازلات، ثم رضا بالحكم المنطقي الذي لا ضرر فيه ولا ضِرار. أهم شيء هو ضبط القواعد من قبل الضابط المفوّض، وعليه فإن إخراج المليشيات من العاصمة والمدن والإفراج عن رئيس الحكومة المختطف والوزراء وإنهاء مضايقة قادة الأحزاب واختطاف الناشطين وسواها من المطالب هي شروط طبيعية لا يتم الجلوس إلا بعد تسويتها أو نقل مكان الحوار بعيداً عن العاصمة المفخّخة، أما لا هذا ولا ذاك؛ فهو الباطل بعينه والتعنُّت الذي يشبه المثل: «أشتي لحم من كبشي، وأشتي كبشي يمشي»..!!. الآن نحن أمام خيارين: يا انسحاب المليشيات من العاصمة والمدن دون قيد أو شرط تنفيذاً للاتفاقيات الموقّعة آخرها «السلم والشراكة» يا نقل الحوار إلى مكان آمن ومناسب، وعندها بالتأكيد سيبدأ الحوار من كيفية إنهاء حالة المليشيات واستعادة الدولة قبل أي حديث آخر. لأن أي حديث لا معنى له دون التخلُّص من حالة المليشيات واختطاف الدولة واغتصاب الشرعية بمعني كذا وإلا كذا، لابد من سحب المليشيات وإنهاء هذه الحالة الشاذة التي تفتح المصائب على الدولة والشعب وتعرقل التسوية السياسية وتأخذ البلاد إلى المجهول. [email protected]