لم يكن الحس السياسي باعتباره أمين عام التنظيم الناصري, ولا الحس القانوني باعتباره محامي القانون والعدالة, هما اللذان منعاه عن التوقيع بعد تحفظ جماعة أنصار الله على الملحق الأمني في اتفاق السلم والشراكة الوطنية, بل كان الحس الوطني وحده, هو الذي دفع المحامي والمواطن والسياسي عبدالله نعمان إلى التوقيع مع الحوثيين في اتفاق هم صانعوه وقوته الرئيسة في الإنجاز والالتزام. تتابعت مواقف التنظيم الناصري المعبرة عن المسئولية الوطنية بعد ذلك, لتصل ذروتها بالموقف المسئول والسريع تجاه ما أسماه أنصار الله الإعلان الدستوري, في لحظة تاريخية فرضت على بقية القوى السياسية تأخير إعلان موقفها من الخطوة الأحادية لجماعة أنصار الله, إلى ما بعد وضوح موقف دول المجلس الخليجي من انفراد الأنصار بإعلان دستوري عاجز ومحدود. وقد سجل أمين التنظيم الناصري, تميزاً شخصياً حين تقدم المظاهرات السلمية الرافضة لما أسمته انقلاب الجماعة على الشرعية التوافقية والحوار, وقد كانت الجماهير الحزبية منذ العام 2011م, تنتظر من قادتها تقدم الصفوف المحتشدة في نضال سلمي هو أداتها الفاعلة وقوتها الوحيدة في مواجهة قمع القوة التابعة لسلطة الحكم أو جماعة أنصار الله. وبهذا وغيره من المواقف والنشاط السياسي والجماهيري سجل التنظيم حضوراً حيوياً في الإطار الوطني العام, واكتسب من ذلك رصيداً وطنياً يضاعف مسئولياته ودوره في تعقيدات الأزمة وفي تجاوزها إلى انفراج متاح وتسوية سياسية شاملة وكاملة, وهنا يتحمل الأمين العام للتنظيم الناصري شخصياً ومعه كامل قيادات وقواعد التنظيم مسئولية الانتقال بالوطنية المكتسبة بالموقف والقول, إلى المشروع والفعل. على التنظيم الناصري المبادرة إلى مشروع وطني جامع للقوى السياسية والمجتمعية, على المشترك الممكن في المسئولية والمصلحة, ومن المؤكد أن الروح الوطنية المتقدة في الغالبية الشعبية وبين الناصريين سوف تلهم قيادة التنظيم جوهر هذا المشروع الوطني وصياغته بالتوافق مع بقية قوى وأحزاب التيار الوطني وحركته النضالية, فاللحظة الراهنة بكل ما تشتعل به من أخطار وتحديات تستدعي المبادأة بالمشروع الوطني واستثمار اللحظة الوطنية المتجسدة بمواقف التنظيم الناصري من الأزمة الراهنة لصالح الرجوع بالتصدعات الداخلية, وبالتدخلات الخارجية إلى الإطار الوطني القادر على درء المخاطر المحدقة بالوطن والمتربصة بوجوده ومصيره وإنقاذ حاضر اليمن ومستقبله بالشراكة بين أبنائه والتوافق على التعايش والتعاون. [email protected]