ينعقد المؤتمر العام الحادي عشر للتنظيم الوحدوي الناصري بعد تأجيل فرضته التطورات المفصلية على الساحة الوطنية، التي ابتدأت من تأجيل الاستحقاق الدستوري للانتخابات النيابية عام 2009م وما آل اليه فشل الاتفاق بين تكتل اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الحاكم من أزمة فرضت الاحتجاج الشعبي الباحث عن فرصة جديدة للسياسة بمطلب تغيير النظام عام 2011م وما نتج عنها من تسوية وتوافق. يتطلع اعضاء المؤتمر الى تغيير مواكب للمتغيرات المتسارعة في الخارطتين : السياسة والحزبية ، ويقع هؤلاء الأعضاء ضحايا وهم الصورة النمطية للتغيير ومخادعة الدعوة الى تشبيب القيادة أي تصعيد الدماء الجديدة والكوادر الشبابية الى الهيئات القيادية للتنظيم ، ومع مقدار الصدق النسبي لهذا الطموح ، الا ان هذا النمط من التغيير يأتي نتيجة لأولويات وليس هدفا بحد ذاته ، ذلك ان تجديد الموقع التنظيمي والدور السياسي يستدعي بالضرورة قيادات جديدة. تضع الوقائع ومعطيات الواقع في الإطار الهيكلي للتنظيم وفي محيطه الوطني والقومي، أولويات أمام المؤتمر العام للتنظيم الناصري، تتحدد بالتغيير المطلوب احداثه في التنظيم لمواكبة التطورات المتغيرة بالتنظيم ، هذه الأولويات تتعلق بإعادة بناء التنظيم وتجديد مشروعه النضالي وبرنامجه السياسي في سياق تحديد موقع التنظيم ودوره، في صياغة المشروع الوطني الجديد والتصور القومي البديل والاسهام في تعزيز وترشيد حركة الانتقال الى الديمقراطية . إن تغيير الأشخاص دونما تغيير في الرؤى والتصورات وفي التنظيم والآليات لا يعدو كونه استبدالاً للأسماء في بيئة جامدة ومعيقة للإضافة والابداع، وعاجزة عن تقديم بيئة مناسبة للتقييم والمراجعة، وللنقد والمحاسبة، اذ تبقى المسئولية شخصية بعيدة عن المؤسسية المنظمة للجماعية والتخطيط, ولذا فالتغيير يتحدد بالتفكير قبل الإدارة ويشمل التنظيم أولاً ويمتد منه وبه الى فضاء سياسي يستدعي تحالفات سياسية وتكتلا حزبياً برنامجه الانتقال التاريخي الى الديمقراطية. جملة القول ان فاعليه ودور كوادر التنظيم في حركة الاحتجاج الشعبي التي فرضت التغيير السياسي وانجزته عام 2011م تفتح باب التفاؤل واسعاً بقدرة أعضاء المؤتمر العام على انجاز التحول التاريخي في مسيرة ومسار التنظيم الناصري، وإعادة بناء المجالين التنظيمي والسياسي بذات الفاعلية التي قدمتها التجربة الناصرية في مجال المبادأة والمبادرة والاستجابة المرنة للواقع ومتغيراته، باعتبار أن الناصرية انغماس في الواقع بحثا عن النظريات لا انغلاقا على النظريات بحثاً عن الواقع. [email protected]