تحتل محافظة تعز مكانة خاصّة لدى كافة أبناء الشعب اليمني الذين يعدّونها بمثابة القلب النابض لليمن ونظراً لما تتميّز به من خصائص سياسية وثقافية واجتماعية ولكونها تعدُّ المخزون البشري الهائل لليمن ولأنها العاصمة الثقافية ومنارة العلم وعنوان للمدنية والسلام. تعز كانت ومازالت وستظل حاضنة لكل أبناء اليمن؛ فهي مدينة كل اليمنيين بمختلف توجُّهاتهم ومكوّناتهم السياسية والاجتماعية، تعز لا تؤمن بالعصبية الحزبية الضيّقة والنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية المقيتة، تعز هي اليمن كلّه وبمثابة القلب في الجسد، فهي القلب النابض لليمن، وأبناؤها يحملون القلم سلاحاً والمعول للبناء والتنمية. تعز التي أنجبت مؤسّس الحركة الوطنية المناضل الكبير الأستاذ أحمد محمد نعمان والرئيس الشهيد عبدالفتاح اسماعيل والشهيد عبدالله الحكيمي وبطل ملحمة السبعين يوماً الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب ورجل الدولة شهيد المحراب الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني والمناضل والشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان وكوكبة كبيرة من العلماء والمناضلين والسّياسيين والاقتصاديين والمفكّرين والأدباء والمثقّفين والإعلاميين الذين أسهموا في مسيرة النضال والتحرُّر الوطني من الحكم الإمامي والسلاطيني والاستعمار البريطاني ودافعوا عن الثورة والجمهورية وأسهموا في مسيرة البناء والتنمية. تعز لم تكن في يوم من الأيام مناطقية أو مذهبية؛ بل كانت ومازالت وستظل حاضنة لكل أبناء الوطن اليمني من أقصاه إلى أقصاه؛ ولذلك فإنها ترفض كل الدعوات الهادفة إلى تعكير صفو الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي فيها وكل ما يدعو إلى الفُرقة والتشرذم والتمزُّق وكل المحاولات لجرّها إلى مربع الفوضى والصراع الدائر على السُلطة، تعز ترفض أن يحوّلها تجّار الأزمات والحروب إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الشخصية والحزبية الضيّقة. يجب على كل أبناء تعز الشّرفاء بمختلف توجُّهاتهم الفكرية وأطيافهم الحزبية والسياسية والاجتماعية أن يقفوا صفّاً واحداً في وجه المخطّطات والمشاريع والأجندة المشبوهة التي تستهدف جر المحافظة إلى مربع الفوضى والخراب. يجب أن تتوقّف الفعاليات التي فيها فعل وردّة الفعل؛ يجب أن تتوقّف كل أشكال الأعمال الاستفزازية والتحريضية والإساءة إلى الآخر؛ يجب على أبناء تعز إعمال العقل والحكمة في التعامل مع الأزمة العصيبة الراهنة التي يمرّ بها الوطن ويعملون كل ما في وسعهم لتجنيب محافظتهم الانجرار إلى دائرة الصراع ولعبة شد الحبل؛ فلا يكونوا مع طرف ضد آخر. يوم الأربعاء الماضي عُقد في مقر فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة تعز لقاء سياسي مهم جمع قيادة المؤتمر الشعبي العام وقيادات أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وأحزاب تكتل المشترك وجماعة «أنصار الله» تم فيه الوقوف أمام المستجدات في الساحة الوطنية والتداعيات الخطيرة للأزمة السياسية الراهنة وانعكاس ذلك على أمن واستقرار محافظة تعز بشكل خاص والوطن بشكل عام، ويوم الخميس الماضي عُقد الملتقى التشاوري الجماهيري الموسّع لأبناء محافظة تعز في قاعة نادي الصقر والذي دعا إليه المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي تحت شعار “تعزيز تلاحم أبناء تعز للحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره”. وكان قبل ذلك وتحديداً في 21 فبراير المنصرم قد عُقد مؤتمر تعز الجماهيري والذي دعت إليه أحزاب اللقاء المشترك وشركائه تحت شعار “من أجل شراكة حقيقية في السُلطة والثروة” كما عُقد الأسبوع الماضي لقاء للمجلس التضامني للوجاهات الاجتماعي في محافظة تعز؛ وإن اختلفت المسمّيات والشعارات إلا أن الهدف واحد وهو الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره والحفاظ على مدنية محافظة تعز وأمنها واستقرارها وسلمها الاجتماعي؛ وهو الأمر الذي أكدته البيانات الصادرة عن هذه اللقاءات الحزبية والجماهيرية. ولذلك فإنه يتوجّب على جميع المكوّنات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وقيادة السُلطة المحلية في محافظة تعز الاستجابة للدعوة التي تضمّنها البيان الصادر عن الملتقى التشاوري الجماهيري الموسّع الخميس الماضي بتشكيل لجنة تحضيرية تستوعب كل المكوّنات السياسية والاجتماعية والجماهيرية لصياغة رؤية وطنية واضحة وجامعة بشأن الأزمة الراهنة، وتجنيب تعز أي شكل من أشكال الفوضى والانجرار إلى مربع الصراعات الدائرة. ولابد من الالتزام الكامل من قبل جميع المكوّنات السياسية في المحافظة بالكف عن المماحكات والمناكفات السياسية والحملات الإعلامية المتبادلة، وترشيد الخطاب السياسي والإعلامي والإرشادي، والتهيئة لعقد مؤتمر جماهيري موسّع لأبناء محافظة تعز تشارك فيه قيادات كل الأحزاب والمكوّنات السياسية وأعضاء مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلّية وقيادات منظمات المجتمع المدني والعلماء والمشائخ والوجاهات والشخصيات الاجتماعية والمثقّفين والأدباء والأكاديميين والإعلاميين والصحافيين والقيادات الشبابية والنسوية لإقرار الرؤية التي سيتم إعدادها بشأن الأزمة السياسية الراهنة وموقف أبناء محافظة تعز منها ورؤيتهم الوطنية لإخراج الوطن والشعب من دوّامة الأزمة الطاحنة إلى بر الأمان، وعدم السماح بجر تعز إلى مربع الفوضى والصراعات وتحويلها إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات وتعريض أمنها واستقرارها وسلمها الاجتماعي للخطر من قبل الفوضويين والمغامرين وتجّار الأزمات والحروب. وليكُن شعار جميع أبناء محافظة تعز “معاً من أجل الحفاظ على مدنية تعز ووحدة وأمن واستقرار الوطن”.