شيء جميل ان نشاهد المسئولين وهم يشاركون عمال النظافة وجموع المواطنين « المكنسة » لتنظيف الشوارع وجمع النفايات كما حصل يوم 15 من الشهر الجاري بمدينة ذمار . قد يقول قائل إن هذا المشهد لا يعدو كونه تعبيراً رمزياً نادر الحدوث وتقليداً مناسباتياً متبعاً فقط لتحفيز المواطنين والظهور بمظهر البساطة والتواضع ، ونحن نقول إن هذا التعليق ربما يصيب قدراً لا بأس به من الصحة ، لكن مايعود علينا بالنفع الجزيل وعلينا ان نستفيد منه ، أن النظافة قيمة اخلاقية قبل ان تكون دينية .. .فلا احد فوق النظافة وعلى الجميع ادراك ذلك وممارسته قولاً وسلوكاً في مقر العمل وفي الشارع قبل البيت والمأكل والمشرب . وحملة ذمار الوطنية الشاملة للنظافة والتشجير والتي كانت للإنصاف والحقيقة ثمرة جهود حثيثة للمحافظ حمود عباد - المعروف بهوسه في النظافة - منذ توليه المنصب ، خطوة ايجابية تصب في خانة التظاهرات التنويرية الهادفة الى خلق وعي عام بأن النظافة مسئولية جماعية وليست حكرا على عامل النظافة الذي لا يزال بعض جهلاء المجتمع - للاسف الشديد - ينظر اليه والى مهنته الشريفة والسامية بنوع من الاحتقار والدونية . فعلى الرغم ان الكل يُجمع على اهمية النظافة في حياتنا اليومية إلا ان ثمة من يتأفف ويتعالى على ممارستها ويطلب من الآخرين القيام بواجباتها بدلا ًعنه ، ولاشك ان من يتمثل هذا التصور شخص ناقص التفكير وشاذ المعرفة ، اتدرون لماذا ؟ لان عيوب هذا المذهب الغارق في الانانية المقيتة اظهر من ان تخفى على كل من القى السمع وهو شهيد ، ويمكن ان ندحض حجة من يرى نفسه فوق واجبات النظافة بأقل سؤال شريطة ان يجيب عليه بصراحة ودون تردد او تلعثم من تتوفر فيه صحة العقل والبدن وخلوه من اي امراض او اعاقات لاسباب سنعرفها من طبيعة السؤال ، والسؤال هو : إذا كنت ممن يعتمد على الآخرين في توفير سبل النظافة فهل يمكنك الاعتماد على الآخرين ايضاً في تنظيف بقايا قذارتك الجسدية اثناء إتيانك المرحاض .. الإجابة بالتأكيد ستكون ب «لا» كون المرء السليم يستحيل ان يركن الى غيره في إزالة وتنظيف ماعلق فيه من بقايا الاخراج الآدمي التي تعلق بكل احد عند دخوله الحمام . ومادام الامر على هذا النحو الجلي والواضح فمن باب اولى المساهمة الفاعلة كذلك مع الآخرين في نظافة محيطنا البيئي لاننا نعيش فيه جميعاً ويجب ان نكون شركاء في اظهاره بالمظهر اللائق والحسن . وفي هذا السياق يؤكد علماء النفس ان النظافة تؤثر في التوازن النفسي للانسان ، بمعنى ان الانسان الذي يعيش في بيئة نظيفة حتى ولو كان فقيرا اكثر سعادة من ذاك الثري المتخم بالمال الذي يعيش في اماكن غير نظيفة ، ونحن في ذمار حقيقة لا مجازا لو تضافرنا على إيجاد مناخ ملائم لمايمكن تسميته “ نظافة مستدامة “ على مدار ايام السنة الشمسية والقمرية ووضعنا هذا الانجاز الحضاري المفترض تحت تصرف النكتة الذمارية الذائعة الصيت ، القوية التأثير فإنني على ثقة مطلقة لا يتسرب اليها الشك بأن صاحب ذمار سيكون أسعد رجل في العالم ، وإن كابد ما كابد من مشقة الحياة وشظف العيش وضيق مافي اليد ..دعونا نجرب المهم ان نجعل من النظافة عنواناً ومعلماً بارزاً من معالم مدينة ذمار ..قولاً وسلوكاً ...! [email protected]