- كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن الحرب, وبدأ الجميع يترقب متى تدق ساعة الصفر ويؤذن المؤذن لبدء اشتعال الحرب الأهلية بين اليمنيين.. الجميع اليوم يترقبون هذه الساعة, بعد أن فشلت حوارات المكونات السياسية وبعد أن مضى أقطاب الحرب وراء عنادهم ومغامرتهم والوصول إلى نقطة اللاعودة والاحتكام إلى صوت الرصاص والقنابل والمدافع!. كل المؤشرات - كما ردد السيد جمال بنعمر مراراً وتكراراً وطيلة الثلاثة الأعوام الماضية - تتجه باليمن واليمنيين إلى الحرب الأهلية.. والتي بقينا طيلة الفترة الماضية نحذر منها، كونها لن تنحصر في منطقة دون غيرها وإنما ستمتد لتشمل كل اليمن.. - اليوم وصل السياسيون إلى نقطة اللاعودة, وتغلقت كل الأبواب والنوافذ التي كانت مفتوحة وبدأت الصورة الكارثية التي تحدث في سوريا وليبيا والعراق تلوح في سماء اليمن. أصبحت الحرب هي الحل الوحيد والخيار الأوحد أمام اليمنيين لمواجهة الأزمات المتتالية والمتتابعة التي عصفت بالبلاد والعباد منذ اشتعال الشرارة الأولى في العام 2011م!.. كنا نقول إن اليمن غير سوريا, واليمن غير ليبيا, واليمن غير العراق, وكنا أيضاً نقول إن اليمنيين حكماء فالحكمة يمانية وسيتجاوزون أزماتهم بالحوار والجلوس على طاولة الوطن وستخيب كل صور وأشكال المؤامرات التي تُحاك ضد اليمن واليمنيين, ولكن يبدو أننا تسرعنا في إطلاق عبارات الأمل والتفاؤل لنجد أنفسنا اليوم محاطين بنيران تجار وأمراء الحروب, والتي بدت أصوات رصاصاتهم ومدافعهم أقوى من لغة العقل والمنطق!.. - لم يعد هناك بصيص أمل لنتوقع شيئاً غير الحرب, فاليمن سقطت في بحر مليء بالدماء والأشلاء ويحيط بها من كل الاتجاهات, والمتحاورون في أروقة “الموفمبيك” أغلقوا على أنفسهم نوافذ الحلول والمعالجات وذهب بهم عنادهم نحو التهديد والوعيد وكلٌّ يغني على ليلاه!.. قد أبدو متشائماً ومع ذلك أتمنى أن أكون مخطئاً فيما أقول، وأرجو أن يكون التصعيد والوعيد الذي سمعته من الرئيس عبدربه منصور هادي, والتهديد الذي كشف عنه زعيم جماعة أنصار الله، والقاعدة التي تُفخّخ وتُفجّر وتقتل كل شيء أمامها حتى وصلت أفعالها وممارساتها الإجرامية إلى بيوت الله.. أرجو أن يكون كل ذلك أضغاث أحلام.. سأعود إلى تشاؤمي من جديد وأقول بأنه لم يعد هناك من رجل حكيم وعقلاني يتعامل مع ما يحدث بشيء من المسئولية ويقنع كل الأطراف الكف عن مواصلة اغتيال الوطن والعودة إلى طاولة الحوار والجنوح للسلم ورمي كل صور الأحقاد والكراهية بعيداً غير مأسوف عليها. لم يعد هناك سوى تجار الحروب الذين ارتموا في أحضان التدخل الخارجي ومضى كل منهم ينفذ أجندة هذه الدولة أو تلك وتكون النتيجة السير على خطى سوريا وليبيا ومن قبلهما العراق!. ولا نامت أعين الجبناء والمتآمرين على اليمن واليمنيين!..