في مجتمع كالمجتمع اليمني لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يأتي الحل السياسي عبر السلاح وإراقة الدماء، دائماً الحل يكمن في الحوار مهما طال ومهما اختلفنا حوله وعليه بيد أنه الحل الأمثل لما تمرّ به اليمن. الحوار نقيض الحرب التي تضرم فينا النيران وتجعلنا خشباً تقتاد منه كي لا تنطفئ، فتظل تلتهمنا حتى ننتهي وينتهي الوطن. أليس من الأجدر العودة للحوار وإعلان وقف الحرب بكل أشكالها؟، أليس من الأفضل ترك السلاح وخروج المليشيات بل وتفكيكها وليجتمع كل الفرقاء على حبّ الوطن وتطهيره من كل الأسلحة وكل الأحقاد والتفرقة المناطقية والمذهبية. اليمن أغلى من ان تدنّسها أخطاء الساسة وعناد الفرقاء المختلفين في كل شيء حتى في حبّ اليمن، بينما يجب ان نختلف في كل شيء ونتفق على حب الوطن. كثرت الأفواه التي تقضم البلاد على مرأى منا، وصرنا نبحث عن الحلول بالسلاح وقد تناسينا أن الحل لا يمكن إلا أن يكون من ذواتنا من داخلنا ومن لدنا وليس من طرف ثالث. إن ما يحدث اليوم في اليمن لا يمكن أن يغفره التاريخ ولا الأجيال القادمة لصنّاع القرار الذين وضعوا السلم جانباً واختاروا حمل البندقية باحثين عن وطن بات خائفاً منهم وهم مدجّجون بالأسلحة مثقلة قلوبهم بالمناطقية والطائفية، ونحن أبناء وطن واحد تربينا على حبّه، وعشقنا ترابه فكنا في ذات عهد قريب قوة بتحالفنا ومحبتنا، وحتى وإن اختلفنا لم يكن لخلافاتنا أن تشق وحدة صفنا، تركنا هذا الوطن تتجاذبه القوى السياسية وتنقله بقرارات خاطئة وعنجهية كاذبة من السلم إلى الحرب. من هنا أدعو إلى العودة إلى الحوار فهو البوابة الوحيدة التي وإن طال زمنها ستخرجنا إلى بر الأمان دون سفك دماء الوطن وأبنائه، فليلتف الجميع حول طاولة الحوار تاركين السلاح حاملين الأقلام والأفكار التي بها وليس بغيرها تُبنى الأوطان. [email protected]