البعض يبحث عن صوت العقل والحكمة من أجل الأخوّة الإنسانية، وبالمقابل هناك من يبحث عن دمار اليمن بالاستقواء والفجور الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسانية, ومع ذلك سيظل الاعتصام بحبل الله المتين هو ديدن الذين حافظوا على وحدة الوطن وقدّموا كل التنازلات من أجل حقن الدماء اليمنية الطاهرة، والحفاظ على البنية التحتية والمؤسسة الدفاعية والأمنية ولن تؤثر فيهم النزعات الانتقامية، لأن منهجهم الفكري يقوض السلام والأخوّة والمحبة والوئام ويحملون المشروع الوحدوي النهضوي العربي الكبير، وسيظلون في اعتصامهم بحبل الله المتين ما دامت السماوات والأرض، وأما من تقفزوا في أحضان الغير وفشلوا في إدارة شئون البلاد فإن الفشل سيلاحقهم أينما كانوا وحيث ماحلّوا. إن من يجلب الأذى لليمن لا يستحق العيش على تراب الوطن اليمني المقدّس، وسيأتي اليوم الذي لا يجد لنفسه قيمة لا أمام المُستقوى به ولا المُستقوَى ضده، لأنه تنازل عن عقله وسلّمه للهوى الشيطاني فتلقفه أصحاب الأطماع والمعادون لليمن واستثمروه لتحقيق المخططات الخارجية التي تطال قدسية التراب الوطني، وتنال من السيادة اليمنية إرضاءً لأعداء الإنسانية ولعلّ التاريخ يُفصح عن أولئك في أقوال العظماء الذين سعوا لبناء دولهم وما كان لديهم من الكره لمن يغرّر بالوطن. إن الوحدة الوطنية التي تحاول قوى الفجور النيل منها نجدها اليوم أكثر صبراً واحتساباً واعتصاماً بحبل الله المتين، لأنها تؤمن إيماناً مطلقاً بأن قدسية الوطن وسلامته وحق الانتماء أنهار تتدفق من الدماء في شرايين العظماء الذين لا يقبلون بأذية الوطن مهما كانت الأسباب، لأن الوطن بالنسبة لهم شرف وهوية وتاريخ وقداسة لا مثيل لها في الفكر الانساني، الذي لا يقبل بأذية الغير، ولا يتدخل في شئون الغير ولا يقبل التبعية أياً كان شكلها أو نوعها، ويرغب في الحرية والسلام والوئام الإنساني. إن اليمنيين اليوم أمام واقع لابد لهم من التوحّد والاعتصام بحبل الله المتين من أجل الحفاظ على وحدتهم، لأن الظروف الحالية أحوج ما يكون فيها اليمنيون كافة على رأي واحد وقلب رجل واحد من أجل صون الكرامة الإنسانية والسيادة الوطنية، ومن أجل ذلك سنظل نؤكد على أهمية الحوار باعتباره الأداة الوحيدة أمامنا من أجل سلامة اليمن وإغلاق باب الأعذار والأوهام التي تسوّق أن ذاكرة الشعب اليمني ينبغي تحمل المسئولية بأمانة بدلاً من الغواية التي أذلّت كرامة الإنسان اليمني، وليدرك الجميع أن قوتنا في وحدتنا وكرامتنا في قوة بناء الدولة اليمنية الواحدة والقادرة والمقتدرة بإذن الله.