على الذين مازالت عقولهم المصابة بداء الفتن أن يدركوا بأن الشعب اليمني أقدر على كشف مؤامراتهم وغدرهم بالوطن، وعلى الذين أصابهم صرع الولاءات الخارجية أن يكفوا عن عبثهم وكذبهم وادعاءاتهم وشعاراتهم الوهمية، وعلى كافة القوى السياسية أن تدرك أن الولاء الوطني الذي لاينسجم بأي حال من الأحوال على التبعية أياً كان شكلها أو نوعها هو المعيار الذي يتمسك به المواطن اليمني ويجعله قادراً على التمييز بين ماهو وطني ينطلق من الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية وماهو تبعية للغير ولاصلة له بقدسية التراب الوطني وعظمة السيادة اليمنية وقوة الارادة السيادية الواحدة والحرة والمستقلة التي لاتعلوها غير إرادة الخالق جل شأنه. إن التسابق على الولاءات الخارجية لن يحقق الخير العام لليمن الواحد والموحد والقادر والمقتدر، كما أن تلك التصرفات التي تتعارض مع مبدأ الولاء الوطني المقدس لم تعد خافية وغير مقدرو على كشفها، بل أنها باتت مفضوحة وعلنية الأمر الذي يجعل المواطن اليمني الحر يرفض كل من يستمد إقراره من الغير مهما كان ولايقبل التبريرات أياً كانت وستظل القوى السياسية التي لاتؤمن بقدسية الولاء الوطني محل رفض دائم من قبل الشعب، ولن يحظى بالقبول الشعبي الذي يقود إلى الرضا إلا من ينطلق من عمق الولاء لقدسية الوطن ويرفض التبعية أياَ كان شكلها أو نوعها. إن ما يحدث اليوم من التأثير السلبي الذي يؤثر على مفهوم الولاء الوطني المقدس الرافض للتبعية بكل أشكالها وأنواعها دليل على أن القوى السياسية المتصارعة على السلطة مازالت في عهد الجاهلية الأولى ولم ترق إلى مستوى الوعي والإدراك الذي يتمتع به السواد الأعظم من الشعب المعتصم بحبل الله المتين والمتطلع إلى الحرية والكرامة والانسانية، وهو دليل تقدمه بعض القوى السياسية المهرولة نحو التبعية بأنها مازالت لم تبلغ سن الرشد السياسي الحر، والأكثر من ذلك أن هذه القوى قد تربت على أسلوب الولاء لغير الوطن وهو مايرفضه الشعب ولن يقبل به ومن أجل ذلك ندعو القوى السياسية المصابة بهذا الداء أن تكف عن الهرولة نحو الغير مهما كان، لن يحترم من لايعتز بقدسية الولاء الوطني لوطنه، ولكم أن تأخذوا العظة والعبرة من دروس التاريخ. إن القوى التي لاتنطلق من قدسية الإرث الحضاري الإنساني وتظل تتمسك بالغير لن تحظى بالاحترام الخارجي والقبول الداخلي إلا من يستمد قوته من الوحدة الوطنية ويمثل الإرادة الكلية للشعب الجامعة التي تستمد قوتها من الإرادة الأهلية التي لاغالب لها، ومادون ذلك عار ينبغي الكف عنه، لأن وعي الشعب اليمني يدرك كل ذلك ولن يمنح ثقته إلا لمن ينطلق من قدسية التراب اليمني المتحرر من التبعية أياً كان، ونحن على يقين أن كل القوى السياسية تسعى إلى وحدة الإرادة وقوة الولاء للوطن بإذن الله.