التصرفات غير الحضارية تدل على أن الذين يمارسونها أو يقفون خلفها لا قيم لها ولا يؤمنون بالمبادئ والثوابت وإنما تفوّق عليهم شيطانهم، ولأنهم كذلك فقد جعل منهم أعداء اليمن أدواتهم الشيطانية التي يحرّكونها من أجل المساس بالوطن والنيل من أمنه واستقراره ووحدته. إن الوقوف أمام التصرّفات الهمجية والشعارات الرعناء التي تحدثها الأدوات المحرّكة من بعض القوى يكشف حقيقة التآمر على الوطن اليمني الكبير، وبرغم ما يُنفق عليها من المال المدنّس إلا أن شعبنا اليمني الحر أقوى من الزوابع، ويدرك أين تكمن مصلحته، ولا يمكن أن تنال منه الأقوال المعسولة والشعارات الجوفاء، لأنه يدرك تمام الإدراك أن من عرض نفسه في سوق النخاسة وتخلّى عن المبادئ والقيم الدينية والاجتماعية وفارق الانتماء ووقع في وحل التبعية والارتهان لا يمكن أن يحقق أدنى درجات القبول الشعبي مهما كانت قوته وجبروته وأدواته التي تُمارس الرعب على الوطن، وأن تلك الممارسات لن تزيد الشرفاء إلا تمسّكاً بقدسية التراب الوطني وقوة الإرادة الواحدة الساعية إلى الطموح الوحدوي الأكبر. إن ممارسة الغواية وفرض الهيمنة والنيل من حق الانتماء إلى الوطن اليمني الواحد لا يمكن أن يتفق مع الأقوال المعسولة التي تحاول تزيين صورة التمرّد على مبدأ الولاء الوطني لقدسية التراب اليمني للجمهورية اليمنية، وقد برهنت الأفعال قبل الأقوال على العقول والفجور الذي لايبني، والذي جعل من منهجه تمزيق وتدمير جسد الوطن والنيل من كرامة إنسان اليمن الحر. لقد بات من المعروف في الفكر السياسي قديماً وحديثاً أن من يقبل على نفسه أن يكون أداة بيد الغير لا يمكن أن يكون حرّاً ولا يمكن أن يكون مؤهّلاً لنيل حرية نفسه ناهيك عن حرية الغير، والأكثر من ذلك أن من يستفيدون من بائعي الضمير لا يمكن أن يأمنوا عليهم في شيء ولا يمكن أن يثقوا في أي منهم أو يحترموهم الأمر الذي جعلهم التاريخ في الحضيض لا يذكرهم إلا في مواقع الخسران المبين ومواطن الغدر والخيانة والذل والمهانة. إن اليمنيين الأحرار يمتلكون الحرية والكرامة والعزة والشموخ والسيادة، وهي جميعاً في الفكر الاستراتيجي اليمني لا تقدّر بثمن على الاطلاق يفدونها بالغالي والنفيس وقد ضربوا بشموخهم وعزّتهم وكرامتهم ووطنيتهم أروع الأمثلة في مختلف مراحل التاريخ، وهم دون شك ماضون نحو السمو بإذن الله.