الانتماء إلى الوطن والاعتزاز بالهوية الوطنية اليمنية من أعظم المهام التربوية في التنشئة السياسية لأن من تربى على حب الوطن وادرك معنى الانتماء لا يمكن ان يفرط في قدسية التراب الوطني أو يسمح بالتهاون والتخاذل في الذود عن الوطن وقد اهتم علم النفس السياسي والاجتماعي بهذا الموضوع منذ وقت مبكر كون التنشئة الوطنية من أعظم الأمور التي ينبغي ايلائها الاهتمام والرعاية لأنها الطريق الآمن لإنتاج أجيال موحدة الفكر والعقيدة تقدس الوطن وتموت في سبيل حمايته والذود عن كرامته وسلامته. إن المحزن اليوم أننا نرى بعض الأحزاب والتنظيمات والكيانات السياسية تسير في اتجاه خطير في تنشئة الأجيال من خلال التناقضات المخيفة التي تتعمد بعض القوى السياسية غرسها في أذهان النشء دون إدراك لمخاطرها المستقبلية على كيان الدولة اليمنية الواحدة، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في تصرفات تلك القوى التي تخل بمفهوم الولاء الوطني الذي لا ينسجم مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها لأن الولاء ينبغي ان يكون واحداً موحداً لقدسية التراب الوطني انطلاقاً من الايمان المطلق ان حب الوطن من الايمان وقد قلنا ذلك مراراً وتكراراً بأن يكون الولاء الوطني عقيدة تغرس في نفوس النشء ويصبح كالماء والهواء الذي يشربه المرء ويتنفسه وقلنا ان حب الوطن يعني الايمان بالله الواحد القهار ثم بقدسية تراب الوطن وان الدفاع عن العقيدة يعني الدفاع عن الوطن وان التخلي عن الوطن يعني التخلي عن العقيدة وعندما يسري حب الوطن في شرايين النشء فان الوطن بخير ولذلك على القوى السياسية المنحرفة في التنشئة الوطنية ان تتدارك خطورة الإضرار بالسيادة الوطنية وتعيد التفكير في أساليبها الماحقة من أجل حماية السيادة الوطنية المقدسة. ان المشاهد اليوم في الساحة الوطنية مخيف بكل ما تعنيه الكلمة لأن الولاءات الخارجية والتبعية الفكرية وعدم الاكتراث بمفهوم الولاء الوطني واحدة من أعظم المؤثرات السلبية على الأمن القومي للجمهورية اليمنية ومن أجل ذلك نشدد القول بأهمية إعادة النظر في أساليب التنشئة القائمة على التناقض الذي اضعف مفهوم الولاء الوطني من أجل يمن واحد موحد بإذن الله .