الحفاظ على الوحدة الوطنية يحتاج إلى الطموح الوطني الواسع الذي يعزز بناء وتجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية, ولا يحتاج النظرة القاصرة القائمة على الادعاءات الباطلة من مناطقيه أو مذهبية أو حزبية أو طائفية أو قروية لأن من ينتمون لهذه الاتجاهات الضيقة لا يمتلكون رؤية وطنية استراتيجية تحقق عزة وكرامة الإنسان اليمني وتدفعه إلى المعالي ورؤى المجد , ولذلك فقد برهنت أحداث التاريخ القديم والحديث أن أصحاب الدعوات الضيقة مصابون بالوهن والضعف والارتهان للغير ونتيجة لذلك فإنهم مرفوضون من قبل الشعب اليمني الحر الأبي , كما أن الأرض اليمنية الطاهرة تلفظهم تماماً ولا تقبل بوجودهم مهما كانت قوتهم وطغيانهم . إن اليمن اليوم في أمس الحاجة إلى الرؤية الوطنية الشاملة التي تخدم كافة المكونات السكانية والجغرافية للجمهورية اليمنية وهذه الرؤية لا يمتلكها إلا من طلقوا المصالح الخاصة ورفضوا الارتهان إلى الغير وانطلقوا من قدسية التراب اليمني وتمتعوا بالصبر والأناة والتعقل والهدوء والاعتصام بحبل الله المتين وعدم التفريط في سيادة الوطن وكرامة أبنائه , ومن أجل ذلك فإن على القوى المناكفة والمزايدة التي غلبت على تفكيرها المصالح الخاصة أن تترك منهج الغواية والغدر بالوطن وتزيح نفسها من طريق الحكماء والنبلاء الذين أثبت الزمن قدرتهم على بناء الدولة وتحقيق خير الناس كافة والحفاظ على الوحدة الوطنية. إن المغامرة باسم الثورية لن يقود إلا إلى ضياع الدولة و ضياع مكوناتها السكانية والجغرافية , وقد برهن الشعب على مدى أربع سنوات من الجور والفجور في حق الوطن والمواطن أن صبره على تلك القوى الطامعة بالسلطة وغير القادرة على إدارة شؤون البلاد بسبب حالة التناقضات والثارات والغدر الذي تعيشه قد بلغ مبلغاً خطيراً ولا يجوز التمادي في ممارسة الفشل والإصرار عليه وينبغي العودة إلى جادة الصاب والكف عن المراهنة الخاسرة والاعتراف أن إدارة شؤون البلاد بحاجه إلى كل أبناء اليمن الذين لديهم الخبرة والتجربة والإخلاص والصبر على المكاره وقوة الاعتصام بحبل الله المتين . إن مصير الرهانات الخاسرة في اليمن الفشل الذريع ومن كان يعتقد أن الغير سنده و أنه أداة لتنفيذ أجندة ذلك الغير لن يحقق في أرض الكرامة والإيمان والحكمة غير الخسران المبين , ومن أجل ذلك ننصح كل الذين بقي لديهم ذرة من الوطنية بضرورة التخلي عن الصلف والكبر والغرور والإتجاه صوب الإرادة الشعبية من خلال الإسراع بالانتخابات النيابية والرئاسية لأنها المخرج الذي يخلص البلاد من النفق المظلم الذي أوصلتم اليمن إليه , ولا يجوز التحجج بالأوضاع الراهنة وأنها غير مهيأة للانتخابات , بل بالعكس فإن المواطن على أتم الاستعداد المطلق للإدلاء بصوته لمن يرى فيه صلاحاً وقدرة وكفاءه لقيادة شؤون الدولة وبما يحافظ على الوحدة الوطنية بصون كرامة الإنسان اليمني ويحمي السيادة ويعزز بناء المؤسسة الدفاعية والأمنية بإذن الله.