ما على المضطر إلا ركوبها هذا هو حالنا، فالحلول الأخيرة وإن كانت مؤلمة فهي مقبولة ما دام هدفها التعافي كقبول المريض بالعملية الجراحية. الخيارات التي طُرحت للحل كان الالتفاف عليها أمراً مألوفاً بالنسبة لمن لا يريدون الوصول بنا إلى حل، وواقع مفروض وقاهر علينا وعلى خياراتنا. نحن كنا أمام مشروعين لايخدمان اليمن مطلقاً، فمشروع الحوثيين الأداة التي تضرب بها إيران عمق اليمن لتكون منه نقطة انطلاق لمشروع توسيعي هادم للمكون العربي حاملاً معه الامتداد الطائفي والمذهبي، ومشروع استعادة السلطة المتمثل بعلي عبد الله صالح واستنزافه لما تبقى من رغبة الخروج باليمن إلى جو آمن، فوضع نفسه عائقاً أكبر أمام طريق الاستقرار، والزحف نحو المحافظات وفرض القوة لغرض تحقيق تلك المشاريع واللعب على أكثر من جهة فعلياً على أرض الواقع وإعلامياً بذر الرماد في العيون مستخدمين كل وسائل السيطرة التي لها تبعاتها السيئة على كافة أبناء المجتمع اليمني - الرافضين لتلك الممارسات تحت غطاء المبرارات المتعددة. وعلى ذلك وماسبق هذه الفترة هناك من جعل اليمن مسرحاً للصراعات سواء بين المكونات السياسية أو أداة للتدخلات الخارجية، و أوجد لها مبرارات بواجهة شرعية من الداخل ودعم خارجي ورؤية خارجية للمسميات الفضفاضة فصرنا لا نملك استقلالية القرار الواحد، وضاق بنا الجانب المسيطر للقبول به أو فرض إمكانياته بالقبول به. الشعب اليمني يرفض كل إشكاليات الاستبداد وأن تُمس سيادة وطنه، ومصابه الداخلي القائم بانتزاع حقوقه من إبداء الرأي إلى المشاركة السياسية الفاعلة، فالمسؤولية التي يتحمّلها علي عبد الله صالح والحوثيون ومليشيات الإصلاح فيما حلّ ويحل باليمن لايمكن تجاوزه أو نسيانه، ولم يكن لنا من حل بعد استنفاد كل الحلول الداخلية ما على المضطر إلا ركوبها، فالحل العربي أسلم وأقوى من التدخل الأجنبي على اليمن واليمنيين ومن تسلّط واستبداد وعنجهية المتسلّطين في الداخل. عاصفة الحزم لم تأتِ بها قوى أجنبية، ولن تكون بشكل مماثل مما يحصل في ليبيا، بل هي عملية جراحية مؤلمة لكنها مقبولة ومفروضة لظروف واقع أوجدها ليتعافى اليمن مما علق به من نتوءات لا تمت إلى اليمن بصلة. عاصفة الحزم جاءت لتكسر التمرّد القائم على الشرعية السياسية والدستورية، جاءت بطلب شرعي وحاجة ملحّة انحصرت الحلول بها بعد انحسار كل الحلول ورفضها من قبل الأطراف المعيقة والمتسلّطة، وتُعد عاصفة الحزم نقطة ابتداء نحو التوحّد العربي بما يشبه الاتفاق الشامل في الرؤية والأهداف وتغليب المصلحة العربية الأخوية. [email protected]