يقف كل أبناء الوطن مع أي حزب أو جماعة (يحمل/ تحمل) مشروعاً وطنياً حقيقياً، لا يحمل أية خلفيات لا وطنية أو اعتمادات خارجية تضرُّ بالبنية الاجتماعية والوطنية. ما أثقل أعباء الوطن هو تكرار التجارب السياسية الفاشلة بأوجه مختلفة واعتمادات خارجية غير مضمونة، والرجوع إلى ماضٍ أفل زمانه في ظل متغيرات الساحة العربية، والعالمية نوع من مجازفات الجنون، أو التماسات مرض عُصاب، وانفصام بين زمنين مختلفين لكلٍّ منهما طبيعته. وما يحدث اليوم في وطننا لا مجال في قبوله مشاريع بناء وطن لأنها تحمل أوجهاً مختلفة نحو تحقيق غايات إملائية، والعودة إلى الماضي عبر شعارات غير قابلة التنفيذ حتى ممن يرفعونها ضرباً من مغالطات الواقع والاستخفاف بجموع الناس بكافة مستوياتهم. أما المرحلة القائمة فهي مرحلة وهن استغلالها دلالة ضعف لا قوة، كما أن الوطن معتلٌ في كل جوانبه، ويعاني من وقوفه في مفترق طرق، وأعباء جسام يحاول معها الوقوف والاتجاه نحو الجهة التي توصله نحو الأمن، إلا أن المؤشرات الحاصلة تقف أمام توجهاته سواء في ضعف العمل المؤسسي أو عدم الاعتماد على قوة القانون الغائبة، والمنفصلة في الأداء والتنفيذ الحقيقي الفاعل. (صنعاء مدينة مفتوحة) لكل أبناء الوطن الواحد ولا تحتاج إلى الوقوف على مشارفها بوهم الأهداف ورفع الشعارات التي تتوارى خلفها أجندة كبيرة لا تمت إلى الوطن بصلة، أو المشاريع القريبة، ورفض الانتماء إلى الوطن الواحد، كما يجب ألا تخضع لأية فئة كانت أو نفوذ لأية جهة، وما يحاول الحوثي فعله من فقاعاته الواهية التي يصنعها ما هو إلا أوراق تمرير نحو أهدافه المرسومة. وضعنا القائم وضع معقد تماماً ما بين سياسة الماضي وتشعبات الأحداث القائمة، وانفتاحات كبيرة للحالات المعقدة في مواجهة الوطن، يضرب الحوثي اليوم مثالاً واضحاً في فك البنية الاجتماعية والسياسية اليمنية كما فعل (الإصلاح) من قبله سياسياً ودينياً، ويضع الناس في تصنيف الماضي الزائل بشكله الطبقي، بل وأكثر من ذلك يحاول أن يرسم حدوداً واهمة للوطن. أما حقيقة المطالب التي يدعو لها فهي واضحة، فهي بحق (كقميص عثمان) الذي يوصلهم إلى سقف أعلى من التصوّرات الظاهرة، مع أن استدلالي بقميص عثمان ليس من مرجعية الأمثلة المعتمدة لديهم.. فتبقى المطالب بين الحقيقة المقبولة وأهدافهم الوهمية. [email protected]