تسفك دماء الإخوة وتزرع الأحقاد والفتن دون فائدة ولا هدف سوى نزوة الحكم ولعنة الكرسي وجهل الناس الذين تنزع فلذات أكبادهم منهم عنوة أو تغريراً ليسلموا أولادهم الأطفال لخدمة مغامرين ثم يقال إنهم شهداء في سبيل الله .. الإسلام رسالة جاءت لحماية الإنسان وليس لقتله، ما بالكم تعريض الأطفال لموت محقق. والشهادة في سبيل الله ليست «بورصة» تستعمل باسم أشخاص ولخدمة عوائل وأسر, الشهادة لها أهداف وأسس وللجهاد أبواب محدودة ومحددة، ليس من بينها قتل المسلمين من أجل أن يحكم فلان أوعلان من الناس. في الإسلام لا يجوز أن تذهب لحرب مشروعة لمجاهدة الكفار المعتدين إذا لم يأذن لك أحد أبويك. يراعي الإسلام مشاعر الناس وعواطف الأمهات والآباء في أبنائهم الكبار البالغين، ما بالك هؤلاء الأطفال الذين ينزعون نزعاً من أمهاتهم ثم يدفع بهم لاقتحام المدن وتراهم بعدها مكدسين في الطرقات و«البوابير» جثثاً هامدة أو أسرى تسكنهم الفجيعة والذعر في مشاهد ترسل الحزن والأسى للبعيد والغريب ما بالك الآباء والأمهات. يشتعل الحزن في النفس ويدمى القلب مناظر أطفال يساقون إلى موت محقق جماعات جماعات يشحنون في «بوابير» و كأنهم «خرفان» فقط ليموتوا في معارك خاسرة .. من أجل من وعلى ماذا؟ وأين أنتم من أرحم الراحمين؟. في كل الشرائع والقوانين الزج بالأطفال بالمعارك وتجنيدهم جريمة بحق الإنسانية ترقى إلى مستوى جرائم الحرب. عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدافع عن المدينة من هجوم الكفار في «بدر» و«أحد» وهم كفار مش مسلمين كان صلى الله عليه وسلم يرد الأطفال الذين يلتحقون بالمعركة ليقاتلوا حماساً منهم إلى أمهاتهم !. للطفولة حرمة تستدعي الرحمة وإذا لم تقع الرحمة على الأطفال فعلى من ستقع إذاً. أي مشروع تنزع منه الرحمة هو مشروع وحشي ومتوحش غير قابل للحياة ولا صلة له ب «الرحمن الرحيم» ماذا ستقولون للأمهات والآباء الذين يفقدون أطفالهم في معارك الأفراد ومشاريع الأسر الطامعة. إنها جريمة وعار دنيا وآخرة وهي وحدها ستصنع الهزيمة والعقاب وغضب الرب جل وعلا وهو إفساد في الأرض يخيب صاحبه ويخسر «إن الله لا يصلح عمل المفسدين» وهذا وعد والله لا يخلف وعده. بالمناسبة اليهود والنصارى والأمريكان وحتى البوذيون يجرمون تشغيل الأطفال!! فالطفل مكانه المدرسة ما بالك من يلبسه «بندق» أكبر منه ويزج به إلى المحارق .. حسبنا الله ونعم الوكيل. [email protected]