مما جاء في البيان الختامي للقمة العربية ال 26 خطوة إنشاء قوة عربية مشتركة. تُعد هذه الخطوة جريئة وأكثر من إيجابية، فالقوة ستقوم بردع كل من يحاول الاعتداء على أي دولة عربية من قِبل أي قوة خارجية أو مكون معتدي داخلي ذو أجندة خارجية ومشروع يشرخ بنية الدولة الواحدة، أو يضر بالأمن القومي العربي والمكتسبات العربية. وغياب بعض الدول العربية عن القمة أو عن عملية عاصفة الحزم لها أسبابها فما حلّ بها من حرب عارمة اجتاحتها أو عدم الاستقرار السياسي أو رؤية بعضها اللا توافقي مع الحدثين أو أحدهما أبعدها عن المشاركة مع ضرورة وجودها بشكل جوهري وهام. حضور فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة جاء من دور مصر الريادي، وفي الحقيقة كان يفترض أن تؤسس بعد الحركات التحررية العربية ،فما تمتلكه الدول العربية من القوة والثروة يضعها في مصاف القوى العُظمى مع أسبقيتنا بأزلية التاريخ، ولكن حتمية المرحلة أنضجت الفكرة بوجود المشاكل والانقسامات في الوطن العربي، وزوال الاستقرار في عدة دول عربية بفعل الحروب أو الانقسامات والتوجهات السياسية والدينية . حاجة الدول العربية لقوة موحدة حاجتها لاقتصاد عربي مشترك وبرلمان مشترك ،فمصالح المنطقة العربية يُلزمها لهذه المكونات وتوثيق روابط الكيان العربي، ولابد أن يسبق الفعل المسمى والشعار، وكذلك الوظيفة لزمانية فكرة التأسيس، ومما يساعد على النهوض ونجاح هذا التوحد هو تنوع الدور المتمكن للدول، فوجود دول المال والثروة وكذلك دول القوة والخبرة العسكرية والتجربة البعيدة السياسية والاقتصادية بالإضافة لامتلاكنا لكل مقومات التوحد العربي يعطينا فرص كبيرة للنجاح، وبهذا نتجاوز المصالح المحددة للجزء في مقابل مصالح الكل، ونئد معها التقسيمات والتصنيفات الظاهرة السابقة الموجودة بيننا، والمولودة حديثاً المتمثلة بجبهات الإرهاب الدينية والسياسية التي تسعى لإثارة الفوضى والانقسامات وبذر نواة الشقاق بين الدول العربية من جهة والدولة الواحدة من جهة أخرى، فالجماعات الدينية والسياسية التي اتخذت طريق الإرهاب وسيلة معبرة عنها عائق نعاني منه، عبرت في أسلوبها حلول محل القوى الخارجية أمام طريق التوحد العربي واستقراره. تمنيات العربي ألاّ يقف عند خطوة الفكرة، وألاّ تكون وليدة للحظة حماس ينتهي وهجها ويزول توقدها. [email protected]