هذه المرة أكتبُ إليكَ بحروفٍ تقطرُ دمًا... أكتبها من قريتي التي نزحتُ إليها بسبب الحرب... الحربُ التي شرّدتني ... وشرّدت زميلاتي وجيراني وأقاربي... وتسببت بوقفِ دراستي لأسبوعين...وربما تطول... أكتبُ إليكً وأنا أتوجعُ على تاريخٍ عريقٍ يُدمّر بسببِ حماقاتِ «بعض» الساسةِ وغرورهم،وتشبثهم ب «الكرسي»... الحماقاتُ التي أوصلتك إلى وضعٍ مأساوي يُدمر كل بنيتك التحتية والفوقية ...حتى الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء والجنود نالت منهم هذه الحربُ القذرة ..التي طعنتك في الخاصرة... أتدري يا وطني: إن الحربَ المدمرة نالت من كلِ شيء ودفع ثمنها الكثير من الشهداءو البسطاء والفقراء ...بينما الغرماء يختبئون في أعماقِ الكهوف و القصورِ الفارهة وخارج حدودك، ويتلذذون بنزيفِ الدمِ اليمني.. الدمُ الذي امتلأت به الشوارع والأزقةِ ، وجثث أبنائك باتت طعامًا للذئابِ والقطط والطيور الجارحة... حتى جبالك وبحارك وأنهارك وسهولك كساها الحزن ...ودموعها سالت أنهارا ... ماذنبُ تلك الراعية على قمةِ الجبل وهي تقودُ قطيعها بين عشبكَ الأخضر...؟؟ سقطت بقذيفةٍ....وهي لا تعرفُ السياسة أو سواها.. ما ذنبُ أطفالٍ يُتّموا ونساءٍ رُمّلت،وثكالى فقدن أحبابهن..نتيجة اللعبةِ القذرة...!؟ فهل ستعودُ إليك َ هيبتكَ التي خذلها من لا يستحقوا ثقتك...؟ هل سينعمُ أبناؤك ومدنك وقراك بالأمان بعد أن سُلب على حينِ غفلةٍ ....? نأمُل في القريبِ العاجلِ أن تُطوى صفحة الحرب إلى غيرِ رجعةٍ ويعود السلام رافعًا راياته البيضاء .