منذ أن بدء الغزو الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني بآلة حربها التي حصدت الأرواح وسفكت الدماء ومزقت الأجساد ودكت المنازل وشردت الآلاف, والحسرة والحرقة تشق عميقا بين ثنايا روحي وتوغل إلى البعيد الما وحزنا لحال شعب نكله الغاشم (المغتصب) الذي جعل منه صمت المتخاذلين وخنوعها (غولا) يخشونه لمجرد ذكر أسمه.. منذ أن شنت (أذناب) الكلاب والبقر واليهود الملعونين حربهم الشرسة الضارية التي واجهها الشعب الفلسطيني الأعزل بقوة وصلابة وشجاعة لم يضاهيها أي قوة في الأرض في ظل إمكانية الشعب الفلسطيني الصعبة وإنعدام وسائل الدفاع عن النفس,غير إن الإيمان المطلق بقضيتهم وشرعيتهم وحبهم لوطنهم الذي يسعى ذلك (المغتصب) لأن يسيطر عليه ظنا منه أنه يستطيع أن يقضي على إرادة شعب (رضعوها) من أثداء أماتهم وهم في (مهادهم), منذ ذلك الحين وحكام العرب فاغرين أفواههم ومنكسي رؤوسهم ومحنطي (عروبتهم) الزائفة ولم يحركوا ساكن تجاه تلك المأساة التي ستظل (وصمة) عار على جباههم أبد الدهر, وستظل لعنات اليتامى والثكالى والمفجوعين تلاحقهم إينما ثقفوا وإينما حلوا وارتحلوا..
لم تنبس (شفاه) أي حاكم عربي ببنت شفة ولم ينطق حتى بنصف كلمة يدين فيها أو يستنكر تلك الهجمة القذرة الحقيرة التي شنها أذناب الكلاب على (غزة) العزة في هذه الأيام الفاضلة المباركة, وكأني بهم يتلذذون بصراخ الأطفال ودموع الثكالى (ونواح) الأرامل,بل ويعشقون دمار المنازل وخراب البيوت وتشرد ونزوح الالاف,وربما يرقصون طربا وينتشون فرحا كلما (حلق) طيران الملاعين في سماء (مسرى) الرسول ومهبط الرسالات (ورمت) بصواريخ الموت والدمار على الأبرياء والعزل, وكأن دماء الفلسطينين ليست بدماء , وأطفالهم ليسوا بأطفاله, بل وكأنه لا ينبغي لهم الحياة والديمومة والعيش بسلام..
حكام تحنطت مشاعرهم وتبلدت أحاسيسهم وتعطلت إنسانيهم وباتوا مجرد أجساد خاوية تخنع وتركع وتخضع لأسياد المال والبترول وتستكين وتتذلل أمامهم خوفا منها على مصالحهم وحياتهم غير مكترثين بدماء تسفك, وأجساد تمزق , ونساء ترمل , وأطفال تيتم وعربة تستباح , ودين ينتهك.. فأي زعامات تلك التي تستعذب معاناة الفلسطينين ومأساتهم وتتلذذ بآهاتهم وأناتهم وصيحاتهم وصرخاتهم ودمعاتهم؟ أمن أجل ملك زائل أو حفنات من مال ذاهب أو جاه أو سلطان ؟
الكل في عروبتنا (الزائفة) يقف موقف المتفرج فقط (يعتصره) الما مصطنع وحزنا مفتعل على حال أبناء غزةوفلسطين عامة الذين هم ليسو بحاجة لدموع زائفة وحزنا مصطنع, بل هم محتاجون ( لعروبة ) تستشعر معاناتهم وقهرهم وإنساحقهم, عروبة تعيد لهم أمجاد أسلافهم وبطولات أجدادهم وعزة (دينهم) وإنسانيتهم التي أستباحها الغاشم المحتل,حتى علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الذين هم عماد الإسلام والذين كان المفترض أن يكون أكثر (غيرة) والما على الدماء التي تهدر والتي قدسها الله وصانها الرسول, لم يحركوا هم ألآخرون ساكنا ولم يستيقضوا من سباتهم العميق فيستنكرون ذلك العدوان (البربري) الذي لا يريد (فلسطين) وحدها بل يريد من خلالها (كسرة) شوكة الإسلام (التي لن تنكسر لمجرد أن كلاب نبحت) ..
لم يقولوا بملء أفواهم فلسطين لن تنكسر (غزة) لن تموت وكفاكم عبثا بها وبأهلها, بل ظلوا (صامتين) وكأنها قد تعطلت لديهم لغة الكلام وأدخلوا مشاعرهم (وملكاتهم) في سبات عميق لن تصحوا منه أبدا, أستكثروا على (غزة) وفلسطين أن ترتفع أكفهم إلى السماء تناجي الله في قنوت الليل أن يرفع البلاء عن فلسطين وأن ينصرهم وأن يخذل عدوهم ويبدد شمله ويمزقه ويدمره..
للآسف كلهم خذلوا غزةوفلسطين وجعلوها تعاقر خمر المأسي الذي يظنون أنه سيبدد عزيمة أهلها أو يبث بداخلهم الخوف ويزرع بين ثناياهم الرعب والذعر, وتناسوا أنهم أرتتشفوا (حليب) الشجاعة وهم في مهد الطفولة (وتجرعوا) مرار الألم وهم يترنحون في خطواتهم الأولى ويسابقون الموت للذود عن أرضهم ..
والله غزةوفلسطين عامة لن تنكسر ولن ينكسر أو يموت أي شبر من أراضي فلسطين مهما تكالبت عليها الهموم والمشاكل ومهما ظل هذا الصمت العربي الرهيب خناجرا مسمومة تغرز في ظهر فلسطين وأهلها, الشيء الوحيد الذي سيسطره التاريخ للعرب هو ذلك الخذلان والخنوع والوقوف موقف المتفرج في محنة فلسطين التي أعتبرها منحة من الله في هذه الأيام لينالوا الشهادة فيها, وسيظل التاريخ والأجيال المتعاقبة تلعن كل المتخاذلين الذين أكتفوا بالصمت الذي فرضه عليهم أسياد أموالهم..