البعض من الذين يحسبون على الوطن وهم يندرجون في إطار الانتهازية والنفعية وليس للوطن مكانة في أفكارهم النفعية, ولأنهم كذلك نجدهم يستغلون الأحداث ويجردون أقلامهم وألسنتهم الحداد لإثارة الفتنة وإحياء نار الفرقة من خلال البحث عن الجيفة التي دفنها اليمنيون وتجاوزها بالتسامح والوئام, ولأن ذلك البعض المأزوم مكلف من الغير بصب الزيت على النار يصرون على نبش الماضي واختلاق المقارنات التي لاتنطلي على أحد من أبناء اليمن إلا من قبل على نفسه بعبودية الهوى الشيطاني, وجعل من نفسه أداة تفريق وتمزيق, أما الأحرار من أبناء اليمن فإنهم أقوى من الإثارة وأعظم بأساً وصبراً في سبيل لملمة الجراح وتضميدها والاعتصام بحبل الله المتين. إن استغلال الأحداث المأساوية من بعض الكتبة الذين باعوا ضمائرهم للغير من أجل التمهيد لمشكلات جديدة لايقلون خطراً عن الإرهاب, لأنهم بنبشهم في ملفات الماضي ومحاولة التسويق لها يعبرون بوضوح عن الحقد الذي يحملونه في صدرهم على اليمن الأرض والانسان والدولة وتجدهم في نبشهم لذلك الماضي قد تجردوا من الوطنية وحق الانتماء, وتدرك من خلال نبشهم ذلك أنهم قد فارقوا الولاء الوطني وقد جعلوا من أقلامهم وألسنتهم أدوات تخدم أعداء اليمن الذين لايرون لهم رؤية اليمن قوياً موحداً وقادراً ومقتدراً, بل إن معبودهم هو المادة, وأمثال هؤلاء يندرجون في خانة المنبوذين في نظر من يساعدونهم على تدمير الوطن والاعتداء على مقدراته وسيادته, وهم في نهاية المطاف أذل خلق أمام العدو لأنهم غدارون يبيعون وطنهم ويعرضونه للخطر, ولأنهم كذلك فلا مكانة لهم لا في الوطن ولا في غيره يشار إليهم بالبنان ويوصمون بالخيانة وعبادة المال. إن المتابع للأحداث المأساوية التي تتعرض لها اليمن جراء العدوان العربي الذي يخدم أجندة القوى الاستعمارية الصهيونية سيجد حزناً أعظم مما أحدثته طائرات العدوان على اليمن ومقدراتها وهو أمثال تلك الأقلام المستأجرة التي تنبش في قبور الماضي من أجل التهيئة لإدخال الوطن في طور جديد من تأزيم الحياة وتسميم الأجواء, الأمر الذي يجعلنا نؤكد أهمية اليقظة والتنبؤ بما يرمي إليه النافخون في الكير الذين لم يكتفوا بما يعانيه الوطن من جور الغدر وإنما يبحثون عن مشكلات قديمة يسعون لإحيائها من أجل جعل اليمن في صراع دائم. إن كافة أحرار اليمن وحكمائه وعقلائه ونبلائه مطالبون باليقظة الدائمة والعمل من أجل وحدة الصف ومنع العبث الذي تروج له أقلام الشر, والاتجاه نحو تضميد الحراج ولملمة الشتات من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية والخروج من النفق المظلم ومنع الاستمرار في تدمير اليمن بإذن الله.