العملية التعليمية في اليمن غالباً ما تقع رهينة الأحداث السياسية في اليمن، ذلك لأننا لم نستوعب بعد أهمية هذه العملية ولم ننأ بالتعليم عموماً عن أي أحداث سياسية فكان ان الجدول الزمني للدراسة تعرض للكثير من المطبات التي أثرت سلباً على الطلاب في المدارس والجامعات والمعاهد أيضاً. وزارة التربية والتعليم قامت مشكورة بتعليق الدراسة منذ اليوم الأول لعدوان عاصفة الحزم، و بعد ان أعلنت لاحقا بدء الدوام الدراسي عادت وأعلنت التعليق حفاظاً على سلامة الطلاب والمدرسين والعاملين في السلك التعليمي والتربوي. للمرة الثانية منذ بدء العدوان تعلن الوزارة تعميماً ببدء الدوام الدراسي ولحين كتابة هذه السطور لم يصدر أي بيان أو إعلان بتعليق الدراسة مرة أخرى وبغض النظر هل تم الإعلان عن التعليق أو الإعلان عن بدء الدوام يجدر بالقائمين على العملية التعليمية في بلادنا المنكوبة بالصراعات المتوالية ان يستوعبون بأن مهما كان حرص الوزارة على إتمام هذه السنة الدراسية أو بالأصح ما تبقى منها فإن حرص أولياء الأمور على أبنائهم قد تجاوز حرصهم على إتمام ما تبقى من الفصل الدراسي الثاني. كيف يمكن لأولياء الأمور إرسال فلذات أكبادهم إلى المدارس في حين قد يحدث قصف في أي لحظة وقد يحدث ان يصيب الطلاب الرصاص الراجع من مضادات الطائرات وفي أحسن الأحوال كيف يمكن ان يذهب الطلاب للمدارس عقب ليلة من الرعب بسبب أصوات الانفجارات ومضادات الطائرات؟ كيف يمكنهم استيعاب الدروس وهم في رعب وخوف من حدوث أي انفجار؟ وكيف يمكن لأولياء الأمور إيصال أبنائهم للمدارس في ظل أزمة المشتقات النفطية الحادة جداً؟ إننا كأولياء أمور نثق في القائمين على العملية التعليمية ونقدر حرصهم على إتمام هذه العملية الهامة جداً لبناء جيل ينهض بالبلاد ونصبو إلى ان يلتفت المسؤولون في وزارة التربية والتعليم إلى مخاوفنا على فلذات أكبادنا ولا سيما وأننا نعيش حرباً مفتوحة وليست منحصرة في وقت محدد ومكان معين. [email protected]