أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار على ضرورة الإهتمام بالتربية الوطنية والأمن الفكري وتنشئة الأجيال التنشئة الصالحة القائمة على سماحة الدين الإسلامي الحنيف واعتداله ووسطيته بمايكفل تحصينهم ضد الغلو التطرف وتجنيبهم الجنوح نحو العنف والإرهاب . وشدد الوزير الهتار في محاضرته اليوم بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) بعنوان "استراتيجيات المواجهة للإرهاب والتطرف" على أهمية تضافر جهود كافة اليمنيين,قيادة حكومة وشعباً، سلطة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني لمواجهة التطرف والارهاب وكل مايهدد امن واستقرار الوطن ووحدته . وأرجع وزير الأوقاف والإرشاد أسباب انتشار التطرف والغلو لدى بعض الشباب وجنوحهم نحو العنف والإرهاب إلى عدة عوامل ابرزها الفهم القاصر لنصوص القرآن والسنة وعدم الفهم الصحيح لأصول الفقه ومراعاة الواقع المعاش زماناً ومكاناً واشخاص وكذا التعبئة الخاطئة وضعف مقررات المناهج الدراسية الدينية, بالاضافة الى الفقر وإتساع الهوة الاقتصادية بين الشرق والغرب وعدم تجسيد العدالة الدولية إزاء عدد من القضايا العربية والإسلامية العادلة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني, فضلا عن التعبئة الفكرية الخاطئة للشباب الذين كانوا توجهوا من عدد من الدول الإسلامية ومنها اليمن إلى افغانستان للجهاد بتشجيع من حكومات دولهم و بدعم وتشجيع من عدد من الدول الغربية أثناء حقبة الحرب الباردة, سيما في ضوء شعور أولئك الشباب بأنه تم التخلي عنهم في فترة لاحقة حتى بعد عودتهم إلى أوطانهم لمسوا أنه من الصعوبة عليهم الإندماج في مجتمعاتهم . وتطرق إلى مخاطر التطرف والغلو والأعمال الإرهابية.. مبينا أن اليمن كان من أوائل الدول التي أكتوت بنار الإرهاب ولهذا كان سباقا لمواجهته عبر الاجراءات الامنية والتدابير الاحترازية والمحاكمات القضائية كضرورة وطنية لتلافي الأضرار الكبيرة التي لحقت باقتصاده جراء الأعمال الإرهابية,فضلا عن مقتضيات الشراكة الاقليمية والدولية لمكافحة آفة الارهاب التي تعد ظاهرة عالمية لادين ولا وطن لها . وأوضح الهتار أن اليمن تفرد بأن أنتهج في إطار اجراءاته لمواجهة الإرهاب جانب الحوار الفكري مع المغرر بهم الذين لم يتورطوا بجرائم سفك الدماء بهدف تصحيح الآفكار الخاطئة والمغلوطة التي غرست في أذهانهم وهوما توج بنجاح الحوار مع العديد منهم وتم إعادتهم إلى جادة العقل والصواب ماسهل لهم الإندماج مجددا في المجتمع افرادا صالحين . ولفت إلى أنه وبإعتبار أن مشكلتي القاعدة وفتنة التمرد بصعدة ترجع في بعض جوانبها إلى مشكلة ثقافية فكرية, فأنه ينبغي ان لا تقتصر مواجهتهما باستخدام القوة فقط وإنما بإنتهاج الحوار مع المغرر بهم وبما يكفل تكاتف كافة الجهود لتجفيف منابع الأفكار المتطرفة والضالة التي تقود إلى إذكاء نار الفتن والعنف والإرهاب لما فيه خدمة المصالح العليا للوطن و الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته واستقلاله ووحدته . وأنتقد وزير الأوقاف والإرشاد تضخيم وتهويل بعض وسائل الإعلام الغربية لحجم القاعدة في اليمن واعطائها اكبر من حجمها الحقيقي.. معتبرا أن ذلك لايخدم اليمن ويفقد تلك الوسائل مصداقيتها . هذا وقد اثريت المحاضرة بالمداخلات المستفيضة من قبل الحاضرين من الاكاديميين والباحثين والمهتمين. وكان المدير التنفيذي لمركز منارات المهندس عبدالرحمن العلفي اكد في كلمة قدم بها المحاضر سعي المركز الى المساهمة والتفاعل مع قضايا الساحة اليمنية من خلال استضافة واستقطاب المعنيين والباحثين والأكاديميين في محاولة منهللخروج برؤى وتوصيات تسهم في اتخاذ الاجراءات المناسبة إزاء تلك القضايا، مشيراً الى حرص المركز على تعميق لغة الحوار في تناول مختلف القضايا الفكرية والثقافية لما فيه مصلحة الوطن.