- الأطفال الصغار والنساء والحوامل والمرضعات أكثر الفئات عرضة لسوء التغذية - اليود ضروري لنمو وتطور الدماغ والجهاز الهضمي .. ووحدها البحار الممولة للتربة بهذا العنصر الغذائي الفريد والوفير في الأسماك والأطباق البحرية - عوز الحديد المشكلة الأوسع انتشاراً - لقاء / وهيبة العريقي عزوف كبير وعدم ميل إلى الأغذية الغنية بمكوناتها الطبيعية من فيتامينات ومعادن وألياف.. عدا عن معاناة شريحة ليست بقليلة من الفقر .. فأينما الفقر والفاقة وجدا، فشت في البعض المعاناة من سوء التغذية وما ارتبط بها من أمراض.وما يهمنا هنا في موضوع سوء التغذية جانبان بارزان من العيار الثقيل يكثر شيوعهما لدى الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات، ألا وهما عوز الحديد ونقص اليود، فقسم من الحوامل والمرضعات في مجتمعنا عرضة لهذه المشكلة، وقسم آخر يعانيها بالفعل وللحديث عن العوامل والأسباب الحقيقية وما يمكن عمله للوقاية وللحفاظ على قوام وفوائد غذاءنا.. أفردنا لقاءً جمعنا بالمهندس/عبدالكريم قائد الفهيدي اختصاصي التغذية .. جاء فيه: *** أصل المشكلة ماهو المقصود بسوء التغذية ؟ وماهي أشكاله؟ عدم كفاية الغذاء والمرض وجهان لعملة واحدة، فسوء التغذية يؤدي لضعف مقاومة الجسم للمرض، والمرض يزيد من حالة سوء التغذية، وباستمرارهما تستمر المشكلة ويزداد الوضع سوءًا. وأصل هذه المشكلة وأساسها الجهل بأسس التغذية الصحيحة وأهمية القيمة الغذائية للأطعمة المحلية المختلفة وما يترتب عليه من سوء الاختيار والاعداد غير السليم للأطعمة. بما يدع الجسم عرضة لشكل أو لأكثر من أشكال سوء التغذية مثل: 1 نقص الوزن الطبيعي للجسم. 2 النحافة والهُزال. 3 قصر القامة لدى الأطفال. 4 فقر الدم «نقص الحديد». 5 تضخم الغدة الدرقية «نقص اليود». 6 العشى اليلي «نقص فيتامين «أ». ويكفي نقص عنصر واحد على الأقل من عناصر المجموعات الغذائية الثلاثة الأساسية في تكوين الغذاء المتوازن للتعرض لمرض من أمراض سوء التغذية والتي تشمل: 1 أغذية الطاقة، مثل «الحبوب ومنتجاتها الزيوت السكريات». 2 أغذية النمو «كاللحوم بأنواعها الألبان ومنتجاتها البقوليات». 3 أغذية الوقاية ، مثل «الخضروات الفواكه». *** الشريحة الأوسع - عند الحديث عن سوء التغذية كثيراً ما يأتي التركيز على فئات معينة كالأطفال والنساء الحوامل والمرضعات لماذا هذه الفئات بالذات؟ يعد الأطفال الصغار على رأس القائمة تليهم النساء الحوامل والمرضعات الفئات الأكثر عرضة لسوء التغذية فالطفل مثلاً في حالة نمو وتطور متسارع بحاجة إلى رضاعة طبيعية خالصة من بعد الولادة حتى الشهر السادس. وابتداءً من نهاية الشهر السادس وحتى بلوغه من العمر عامين كاملين يظل بحاجة أيضاً إلى عناصر غذائية متكاملة من المجموعات الغذائية الثلاثة، إلى جانب حليب الأم. أما الأم الحامل فتحمل بداخلها جنيناً ينمو نموًا يحتاج إلى عناصر غذائية هامة تفي وتلبي احتياجاته التي لا تصل إليه إلاّ بواسطة أمه.. عوضاً عن أن الأم تحتاج تعويض العناصر الغذائية التي يستهلكها نمو الجنين. المرضعات أيضاً بحاجة إلى عناصر غذائية كافية لدعم مخزون جسمهن ومدهن بالعناصر الغذائية اللازمة لانتاج الحليب لطفلها الرضيع. *** فقر الدم - كثير مايوصف عوز الحديد بالشيوع والانتشار فهل لنا بمعرفة الأسباب؟ عوز الحديد «فقر الدم» هو الأوسع انتشاراً بين الحوامل والمرضعات وكذلك الأطفال وأسبابه كثيرة مثل: عدم تناول الأغذية الغنية بعنصر الحديد وكذلك الأغذية الغنية بفيتامين «ج» الذي يساعد على امتصاص الحديد. الجهل بأسس التغذية السليمة. سوء امتصاص الحديد بسبب شرب الشاي أثناء الزكل أو عقبه مباشرة. الإصابة ببعض الطفيليات. - ما العلامات الجلية التي تبدو على المصابات بعوز الحديد؟ وكيف يتأتى الوقاية من هذا العوز؟ لدى من يعانون من عوز الحديد وفقر الدم الناتج عنه تبدو عليه أعراض وعلامات واضحة مثل: شحوب الجلد والغشاء المخاطي للفم والعينين وتحت الأظافر. حدوث تغيرات في اللسان والفم وأطراف الأصابع. ازدياد ضربات القلب. تورم في القدمين. زيادة احتمال حدوث العدوى. وتتم الوقاية من عوز الحديد من خلال تناول الأغذية الغنية بعنصر الحديد والتي نحصل عليها من مصادر حيوانية مثل اللحوم الحمراء الكبد صفار البيض» كذلك من مصادر نباتية كالخضروات الورقية الداكنة اللون الفول العدس الحلبة الحبوب التمر الدقيق المدعم بالحديد». *** عوز الحديد ماأهمية مادة اليودللجسم ؟ ومامدى ما يشكله نقص هذه المادة من تأثير على الصحة؟ اليود هو ذاك العنصر الضروري لجسم الانسان والحيوان والذي تحتاجه الغدة الدرقية للإنسان لإنتاج هرمون «آلثيروكسين» الضروري والأساسي لنمو وتطور الدماغ والجهاز الهضمي. ونقص اليود في الجسم أساساً ناتج عن نقص هذا العنصر في الغذاء الذي نتناوله فالمعلوم ان البحار الممولة الوحيدة للتربة بهذا العنصر الغذائي الفريد والوفير في الأسماك والأطباق البحرية أيضاً.. هذا يعني ان التربة في المناطق العالية تفتقر كثيراً لليود، وبالتالي لا وجود له في الخضروات التي تزرع فيها.. وعوضاً لهذا النقص يجب تناول الأغذية المحتوية على هذا العنصر، مثل الأسماك والملح المضاف إليه اليود. وأهم ما يقود إليه عوز اليود من عواقب لدى الكبار اسقاط الحمل وفي المراحل المتأخرة ظهور تضخم في الغدة الدرقية. أما باالنسبة للأطفال فقد تقود إلى: وفاة الطفل الرضيع.. التخلف العقلي.. قصر القامة.. انخفاض مستوى الذكاء أو إلى تخلف عقلي في سيء الأحوال. بالتالي يمكن اللجوء إلى عدد من الاجراءات للوقاية من كهذا مشكلة عبر: تشجيع الأسر على استهلاك الملح المضاف اليه مادة اليود. التعرف ملياً على علامة الملح المضاف إليه اليود *** ماالقواعد الأساسية التي يمكن الاستناد اليها عند انتقاء وتحضير وطهي الأطعمة المختلفة بالشكل الذي يحفظ مقوماتها وفوائدها للجسم؟ من المهم جداً اتباع مجموعة من الارشادات ف انتقاء الأغذية وعند تحضير وطهي الأطعمة المختلفة، وعند تناولها بالشكل الذي يحفظ لها مقوماتها وفوائدها الغذائية وضمان انتفاع افراد الأسرة منها من خلال: الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الغنية بالألياف لحمايتنا وتجنيبنا الكثير من الأمراض المتعلقة بالغذاء. تجنب تقشير الخضروات وكذا الفواكه ذات القشور غير السمكية ما أمكن للحفاظ على كامل عناصرها الغذائية المهمة والمفيدة للصحة. استعمال مرق الطبخ وعدم التخلص منه. تجنب تكرار تسخين الأطعمة كي لا يعمل على إضعاف قيمتها وفوائدها الغذائية. إضافة الملح عند نهاية عملية الطبخ وليس قبلها. الطبخ بأقل كمية من الماء مع بقاء الوعاء مغطى والنار هادئة. *** الابتعاد عن التدخين الإقلال من الأطعمة المالحة والمدخنة والمخللة والمقلية بالزيت لأكثر من مرة، لأن الدراسات أظهرت ان الاكثار من هذه الأغذية لفترة طويلة له علاقة ببعض أنواع السرطان. الخبز الأسمر «خبر القمح مع النخالة» أفضل من الأبيض خبز الدقيق الأبيض «الروتي» لأن الخبز الأسمر غني بالفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف. اعداد وجبات غذائية متوازنة تحتوي على نوع واحد أو أكثر من كل مجموعة من المجموعات الغذائية الثلاثة المذكورة سلفاً. تناول الأطعمة الغنية بفيتامين «سي» مثل البرتقتال والليمون والجوافة مع الأطعمة الأخرى الغنية بالحديد الذي يمتصه الجسم ويحميه من الاصابة «بالانيمياء». من غير المفيد شرب الشاي أثناء أو بعد تناول الطعام مباشرة كونه يعمل على عرقلة امتصاص الحديد من الغذاء مما يؤدي إلى الإصابة بالانيمياء. تناول منتجات الحبوب مع البقوليات كالفول أو الفاصوليا أو العدس يرفع من القيمة الغذائية لبروتينات الحبوب والبقوليات معاً.. ويجعلها قريبة من البروتينات الحيوانية في قيمتها. تناول الأغذية النية بالكالسيوم، كالحليب ومنتجاته منذ الصغر يعمل على الحماية من وهن العظام عند الكبر. وأخيراً .. مزاولة الرياضة أو المشي يومياً لمدة «3060 دقيقة» مع غذاء متوازن، مردوده عظيم على الصحة يكفل للجسم استفادة جيدة من الغذاء تحفظ له عافيته ومن ويلات الأمراض تقيه وتصونه. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان