- زيد الغابري .. صحف أمريكية عديدة ومسؤولون كبار في البيت الأبيض وخارج السلطة قرروا أن زمام السيطرة في العراق في أيدي الأمريكيين وحلفائهم غير العراقيين ، والحكومة العراقية الحالية شبهت في القيادة المركزية للجيوش الأمريكية بإحدى الولايات وبحضور عدد من الضباط العرب وزراء دفاع وقادة أركان بحكومة سايجون يوم استولت عليها قوات المقاومة الفتنامية قهرت رئيس فيتنام الجنوبية عام 75 مع أتباعه ومثلهم الأمريكيون ، إلى درجة أن بعضهم تعلقوا بأجنحة الطائرات وهي تتحرك إلى طرف الممرات لتنطلق بعد ذلك وينجو من استطاع من قوات الشعب.. رغم أن سايجون التي كانت قد تحولت إلى ملاهي وأماكن قمارات إلى ثكنات عسكرية أمريكية في وسطها وفي أطرافها ، ولن ينسى التاريخ تلك الهزيمة التي تجرعها الرئيس نكسون ووزير خارجيته هنري كسنجر صاحب التأثير السحرى على العرب ، حيث قاد بعضهم إلى الكنيست وآخرين إلى كامب ديفيد، وأي ريفر ومدريد مؤخراً في أعقاب هزيمة العراق في الكويت عام 91، وكان جون أبو زيد ، قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط قد اعترف بمدى الخطر الذي يواجهه الأمريكيون في العراق وأفغانستان وإسرائىل في فلسطين ولبنان بأن مايتلقاه الأمريكيون والإسرائيليون رغم تفوقهم العسكري وحشدهم لطوابير مابعد الطابور الخامس لإمدادهم بالمعلومات السرية عن أسماء وأوصاف وتحركات القادة البارزين المطلوبين لإسرائىل وأمريكا. فالقتلى الأمريكيون يسقطون يومياً في العراق وأفغانستان، وقبل أيام أسقطت طائرة من نوع f-61 قرب الفلوجة ، وأسقطت ثلاث طائرات مروحية عسكرية في نفس اليوم وفي نفس المكان، واعترف الأمريكيون بخسارتهم الأولى وطيارها، وبالنسبة للمروحيات ، فلم يعترفوا إلا بأضطرار ، إحداها الهبوط في مكان ماجنوب بغداد، هذا أما عن القتلى العراقيين بالعشرات يومياً إما بعد خطفهم وتعذيبهم وإلقائهم في أماكن مختلفة مشوهين بحيث لا تعرف ملامحهم أو بالسيارات المفخخة وقذائف الهاون والمورتر وبالعبوات الناسفة وأحيانا في المواجهات العنيفة التي تدور بين المقاومة والقوات الأمريكية والعراقية.. وقد أعلنت إيطاليا أنها ستسحب نصف قواتها من العراق بداية العام القادم، والبريطانيون مافتئوا يروجون لانسحاب قريب تحت مسمى تسليم المحافظات الجنوبية التي يتواجدون بها إلى القوات العراقية وقوات الشرطة، والضغوط على الرئىس بوش تضاعفت عقب فوز الديمقراطيين بمجلسي الشيوخ والنواب في بداية نوفمبر وإعلانهم إجراء تغييرات أساسية في السياسة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط عموماً وعلى إثر استقالة رامسفيلد وزير الدفاع السابق الذي كان الرئىس بوش يدافع عنه بشدة كلما سقط عدد من الأمريكيين في العراق ، وكلما طلب من الكونجرس الموافقة على إضافة عدة مليارات لتغطية نفقات القوات الأمريكية في العراق لشراء أسلحة جديدة وعربات مدرعة وزيادة مخصصات الضباط والجنود لإسكاتهم عن المطالبة بالانسحاب بماء الوجه.. فكل المؤشرات تنبىء بقرب انهيار الأمريكيين وحلفائهم في العراق في وقت قريب وأنه نظراً لذلك فقد انتشر الفساد إلى كل الأجهزة إلا أن الرئيس بوش قال في مؤتمر لحلف الناتو في لاتفيا الدولة السوفيتية السابقة يوم الثلاثاء الماضي بأن الأمريكيين سيبقون في العراق حتى إنجاز المهمة في الوقت الذي قال فيه بعض أعضاء الحلف بأن تنظيم القاعدة يزداد قوة وشمولاً وتنظيماً وتسليماً وخبرة في استخدم الانترنت وتكنلوجيا المعلومات أكثر مما كان عليه قبل غزو أفغانستان والعراق.