- العراق/وكالات .. قتل جنديان أميركيان وأصيب اثنان آخران في انفجار عبوة ناسفة خلال عملية قام بها الجيش الأميركي شمال بغداد ليرتفع إلى تسعة عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا خلال أقل من أسبوع. وبهذه الحصيلة يرتفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه في مارس/آذار عام 2003 إلى 2894 جنديا حسب الأرقام التي تعلنها وزارة الدفاع الأميركية. يتزامن ذلك مع استمرار وتيرة العنف حيث قتل ما لا يقل عن 29 شخصا في مناطق متفرقة. وفي هذا الإطار قتل أربعة من أفراد الشرطة في هجوم انتحاري استهدف دوريتهم بمدينة كركوك. وشهدت بعقوبة مقتل ثلاثة مسلحين واعتقال 44 في عملية قال الجيش الأميركي إنه نفذها مع قوات عراقية، وقتل فيها ثلاثة جنود عراقيين. وفي البصرة أصيب أربعة طلاب بجروح في انفجار عبوة ناسفة كانت تستهدف رتلا للقوات البريطانية بالمدينة. وقال الجيش الأميركي، في بيان، إنه قتل ستة "إرهابيين" بمنزلين إضافة إلى امرأتين وطفل خلال قصف جوي لمنزلين بمنطقة الكرمة على مقربة من الفلوجة. أما أهالي الكرمة فقالوا إن الهجوم استهدف منزلين يعودان لعائلة واحدة، وإن الهجوم أسفر عن قتل عشرة أشخاص بينهم أربع نساء وطفل. ونفى أهالي المنطقة وجود أي مسلحين في المنزلين المستهدفين. وفي مدينة البصرة، قالت الشرطة إن أحد عناصر مليشيا جيش المهدي قتل أثناء دهم القوات البريطانية لحي الحسين وسط المدينة، أعقبه انتشار لمسلحين من مليشيا جيش المهدي. من جانبه اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن الوضع في العراق أسوأ من حرب أهلية، في وقت تباينت فيه المواقف السياسية العراقية حول مقترحين عربي ودولي لحل الأزمة العراقية. وقال أنان في حديث تبثه الBBC أمس الاثنين "بالنظر إلى مستوى العنف وعدد الأشخاص الذين قتلوا والطريقة التي تنظم القوات بعضها ضد البعض الآخر، قبل بضع سنوات وعندما كان هناك نزاع في لبنان وفي أمكنة أخرى، كنا نصف ذلك بالحرب الأهلية" مضيفا أن الوضع في العراق "أسوأ من حرب أهلية". وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن العراقيين يملكون انطباعا بأن الوضع ازداد سوءا منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003، وهم "على حق في ما يتعلق بحياة عراقي عادي". وأضاف "لو كنت عراقيا عاديا، لكنت قمت بالتشبيه ذاته. كان عندهم دكتاتور قاس، ولكن كانت لهم شوارعهم وكان في إمكانهم الخروج وكان في إمكان أولادهم الذهاب إلى المدرسة والعودة إلى منازلهم من دون أن تقلق والدتهم أو والدهم". وفي الإطار ذاته رفض الرئيس العراقي جلال الطالباني أيضا اقتراح أنان لمؤتمر دولي حول العراق، وذلك بعد رفض مماثل من قبل رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق عبد العزيز الحكيم. أما وزير الخارجية هوشيار زيباري فقال إنه يؤيد عقد المؤتمر شريطة ألا يعود بالبلاد إلى نقطة الصفر، ودعا إلى تفعيل المبادرة العربية الرامية إلى عقد مؤتمر للوفاق الوطني العراقي. من جانبه أوضح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن هناك قناعة لدى المجتمع الدولي بأن يناقش المأزق العراقي من منظور إقليمي وعربي ودولي من أجل تسوية حقيقية لهذا المأزق. أما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فاعتبر أن "حكومة إنقاذ وطني تعني الانقلاب على ما حققه العراقيون والعودة بالمتسكعين من جديد ليحكموا العراق" على حد وصفه، وكان المالكي بذلك يرد على اقتراحات قوى عراقية بتشكيل هذه الحكومة بسبب تردي الأوضاع الأمنية في العراق. وفي العاصمة الأردنية عمّان رحب رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي اليوم بدعوة عنان، قائلا إنها فرصة ليتعرف المجتمع الدولي على ما يحدث في البلاد. وأعلن صالح المطلق أنه بصدد تكوين جبهة لإنقاذ العراق وتضم إضافة إلى جبهته كلا من القائمة العراقية وكتلة المصالحة والتحرير، وكذلك التيار الصدري إذا تخلى عن مليشيا جيش المهدي. وأضاف أن زعيم الحزب الإسلامي طارق الهاشمي "لا يمثل العرب السُنة" معتبرا أن عبد العزيز الحكيم يريد "بيع" العراق إلى إيران.