فؤاد غالب الوادعي مما لاشك فيه بأن محافظة تعز شهدت حراكاً تنموياً رائعاً في مجال الطرقات وكذا في مجال حماية المدينة من كوارث السيول بالإضافة إلى مشروع رصف وتبليط شوارع تعز الخلفية والفرعية بالأحجار المنجورة الناعمة فهذه كلها مشاريع ومنجزات تستحق الذكر.. وإذا ما بدأنا الحديث عن مشاريع الطرقات سنلاحظ بأن هناك طرق قديمة قد تم صيانة بعضها وإعادة سفلتة وتأهيل البعض الآخر كما أنه في السنوات الأخيرة شاهدنا افتتاح العديد من الطرق والشوارع الجديدة الواسعة التي تتوسطها جزر جميلة وواسعة مزينة بالأشجار الخضراء ،إلاّ أن مايدور في أذهان الناس أن بعض تلك الطرق لاتعمر ، لاتمضي سنه أو سنتين إلاّ وقد بدأت التشققات، والمطبات والحفر تبدو عليها، والسبب أن الأمانة مفقودة.. وفي هذا العدد أخبرني الزميل/أحمد حمود خالد من باب حبه واهتمامه بالصالح العام بأن عمل السفلتة والترقيع للطرق التي تم حفرها لمد أنابيب مياه جديدة من قبل شركة عربية هذه الأيام تتم بطريقة غير سليمة من حيث سمك طبقة الاسفلت فإن كان الكلام صحيحاً فنرجو التنبه لمثل هذه المسألة خاصة وأن المشروع في بدايته.. لذلك ومن أجل أن تحقق مشروعات الطرقات أهدافها وتكتمل فوائدها في تعز وفي غيرها من المحافظات نرجو أن نبدأ من الآن في تشديد الرقابة والمحاسبة وفرض عقوبات صارمة ومشددة على كل من يقصر أو يهمل أو يتحايل أو يغش في مشاريع الطرقات فإذا تم ذلك سنقلل من أسئلة المواطنين وشكوكهم ونستعيد ثقتهم فيما يخص العمل في هذا الجانب وسنوفر ملايين الريالات لخزانة الدولة. أما فيما يخص مشروع حماية تعز من كوارث السيول فهو مشروع استراتيجي هام وأكثر من رائع فقد حققت الحواجز والعبارات الخرسانية مهمتها من حيث ترويض واحتواء مياه الأمطار والسيول القادمة من الجبال المحيطة بمدينة تعز .. هذا المشروع بالفعل حقق الحماية والأمان لمدينة تعز، وإذا ما أردنا لهذا المشروع ان يستكمل فوائده ويستمر في العمل لعشرات بل لمئات السنين فيجب التنبه للآتي:- 1 استمرار الصيانة الدورية للقنوات والعبارات والحواجز الخرسانية. 2رفع المخلفات والقمامة أولاً بأول. 3 يجب تكثيف العمل في مجال التوعية البيئية التي تحذر من الأخطاء والاضرار الناتجة عن رمي المخلفات والقمامة ومد أنابيب الصرف الصحي إلى تلك القنوات وفرض غرامات باهضة على كل من يفعل ذلك من المواطنين وأصحاب المحلات التجارية. 4 وهذه النقطة مهمة لقد أصبحت العبارات وقنوات تصريف المياه ملجأً آمناً ومرتعاً خصباً للحشرات والبعوض «النامس»وعليه فإننا نحذر من هذه المسألة فأمراض الحمى انتشرت كثيراً في أوساط المواطنين، لذلك نرجو من الأخوة المسئولين الاهتمام بإصدار توجيهات مشددة بضرورة رش تلك المصارف والعبارات بمبيدات حشرية فاعلة تقضي على حشرات البعوض وتحد من انتشارها، فالمواطن لايريد مشروع يحميه من جهة ويهدد حياته من جهة أخرى. وخلاصة الحديث عن هذا المشروع أحب أن أوضح أنه بقدر عمر وبقاء هذا المشروع واستمرار العمل فيه بشكل جيد ومفيد سيبقى اسم المحافظ أحمد عبدالله الحجري واسم كل من شارك في تنفيذه محفور في ذاكرة التاريخ عبر الأجيال. تعز.. بلا غبار.. هذه العبارة أو بالأصح هذا الشعار تم إعلانه وتنفيذه عندما بدأ العمل الفعلي في مجال رصف الشوارع الترابية الفرعية لمدينة تعز بالأحجار المنجورة والحقيقة أن هذا المشروع كان جيداً ومفيداً فهو من ناحية قد انهى وإلى حد كبير تلك المعاناة التي كان يتعرض لها سكان مدينة تعز من الشوارع الترابية الطينية وغبارها المتصاعد المؤذي. وأضاف على بعض الشوارع الخلفية بعض الجماليات ومن ناحية أخرى فإن هذا المشروع الحيوي وفر المزيد من فرص العمل، إلاّ أن هناك بعض العيوب والقصور التي رافقت وتخللت هذا المشروع ونوجزها بالآتي:- 1 بعض الشوارع خاصة في مدينة تعز القديمة تم رصفها بأحجار كبيرة غير مستوية لم يتم صقلها بشكل جيد فتحولت بعض من تلك الشوارع خاصة الشارع الممتد من وادي المدام حتى باب الكبير وحارة المظفر إلى مطبات جعلت الكثير من سائقي السيارات خاصة أصحاب السيارات الأجرة يرفضون الدخول إلى تلك المناطق خوفاً على سياراتهم،فالراكب يشعر وكأنه جالس على كرسي كهربائي يهزه خلال الطريق. 2 كانت جوانب الشوارع خاصة الواسعة منها قبل رصفها تشكل بساطاً أخضر بفعل نمو النباتات القصيرة والحشائش خاصة في فصل الصيف وعندما تم الرصف بالأحجار فقدنا ذلك المظهر.. ألم يكن من الأجدر والأفضل تخصيص بعض الأحواض على جانبي الشوارع الفسيحة لزرع بعض الأشجار القصيرة فشوارع المدينة القديمة خلت تماماً من الأشجار فهل يعقل هذا؟ خاصة ونحن ندّعى أننا من حماة البيئة.. 3 الشوارع الضيقة في مدينة تعز القديمة تم رصفها بعشوائية وعلى عجل بمخلفات الأحجار فبدا المنظر سيئاً للغاية فبدلاً من إرسال الأحجار المشوه كمخلفات إلى لكسارات لتحويلها إلى كري أو استخدامها في ردم الشوارع التي يتم شقها وتعبيدها تم اهداءها إلى أصحاب الشوارع الضيقة ليزيدوهم ضيقاً على ضيق لذلك ننصح بنزع تلك المخلفات من الشوارع وإعادة رصفها بأحجار جميلة مستوية الشكل حسنة المظهر. 4 لم يتم الأخذ بالاعتبار عند عملية الرصف بأن يكون الشارع مسلوباً بشكل يسهل جريان مياه الأمطار مما أدى إلى تحول بعض الشوارع إلى برك مياه ومستنقعات تتكاثر فيها البعوض. 5 أنابيب المياه التي كانت مستوية فوق بيارات الصرف الصحي قبل الرصف صارت داخل البيارات بفعل إرتفاع الشارع أثناء رصف الأحجار كان المفروض إزاحة القصب وأنابيب المياه قليلاً عن بيارات الصرف الصحي قبل عملية الرصف أم أن حياة الناس وصحتهم ليست مهمة فهل ننتظر حتى يتذوق المواطنين مياه الصرف الصحي وتقع الكارثة.. 6 هناك بعض الشوارع التي تم رصفها بقت أجزاء منها «بضعة أمتار» ترابية لم يستكمل رصف واقع منها في حارة اسحاق جوار منزل الفنان العوامي وكذلك جوار منزل كاتب هذه السطور، ولانعرف إن كان ذلك إهمال أو نسيان أو... 7 بعض الأحجار أصبحت تالفة ومخلوعة ومكانها تحول إلى حفر فأين المتابعة والصيانة وأخيراً نقول إن كل عمل كبير وعظيم لابد أن تتخلله بعض السلبيات والعيوب.. فليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نبقى على ذلك الخطأ ونستمر فيه، لذلك إذا أردنا لتلك المشاريع أن تكتمل فوائدها فيجب التنبه للعيوب والسلبيات التي ذكرناها في سياق هذا المقال والمبادرة بإصلاح ما نستطيع إصلاحه خاصة إننا نعيش عهد الاصلاحات كما يقولون.. مشروع البصمة والصورة في الخدمة المدنية بتعز.. نقول للمكلفين بهذا العمل:إن الحرص في العمل وتنفيذ المهام أمر جيد.. أما التشدد الزائد في العمل فهذا أمر غير جيد لأن ذلك يعرقل ويؤخر العمل فوجود الاستمارة مرفق بها صورة الموظف بالإضافة إلى حضور الموظف نفسه ومعه أي مستند قديم أو حديث يثبت شخصيته يغني عن أصل البطاقة الشخصية في حال فقدانها.. مع خالص تحياتي لمدير عام الخدمة المدنية بتعز الذي أشادت به صحيفة الجمهورية لاخلاصه في العمل ونرجو أن تكون هذه الإشادة يا أخ عبدالسلام حافزاً لبذل المزيد من الجهود المخلصة للارتقاء بالعمل.