- بغداد-وكالات .. حضر الرئيس العراقي السابق صدام حسين جلسة محاكمته بتهمة الابادة العرقية للاكراد رغم إخطاره القاضي بأنه لن يحضر جلسات المحكمة بعد الان للاحتجاج على تكرار منعه من الكلام. ويحاكم صدام وستة اخرون في قضية الانفال بتهمة شن حملة ضد الاكراد في شمال العراق في الثمانينات من القرن الماضي والتي يقول الادعاء انها ادت الى مقتل 180 الفا في هجمات بالغازات السامة وعمليات اعدام جماعية. وقال صدام حسين في رسالة بخط اليد الى القاضي عن طريق هيئة الدفاع "اطلب اليك ان تعفيني من حضور جلسات هذه المهزلة الجديدة ولكم ان تتخذوا ما تشاؤون الله اكبر وليخسأ الخاسئون". ويتهم صدام القاضي ب "الاساءة المتعمدة الى محامي الدفاع والى من يسمون المتهمين والتضييق عليهم لمنعهم من قول الحق في الوقت الذي تسمح للمسميات الاخرى بالبهتان (...) وما قاله محامي الحق الشخصي".. ويضيف "عندما حاولت ان اوضح الحقيقة لم تمنح الفرصة لذلك اقول ان نفسي تشمئز ان تقبل لها ولغيرها هذه الاساءات المستمرة منك ومن غيرك (...) نفس صدام حسين (...) تأنف الحضور ليسيء اليها نكرات عملاء واتباع, وعليه اطلب اعفائي من الجلسات". وقد وقعت الرسالة المؤرخة في الرابع من الشهر الحالي باسم رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة. وكان صدام الذي ينتظر النظر في استئناف قدمه ضد حكم الاعدام في قضية منفصلة حول قتل قرويين من الشيعة في الثمانينات من القرن الماضي في حالة غضب شديد عندما رفض قاض ان يعطيه الفرصة لتفنيد مزاعم الادعاء بأنه استولى بالخداع على عشرة مليارات دولار من ارصدة الدولة.. وبدأت محاكمة قضية الانفال في محكمة بغداد يوم 21 اغسطس آب واستمعت لاقوال أكثر من 70 شاهداً في 27 جلسة معظمهم وصف الحملة التي خربت المنطقة الكردية. وقال مسؤولو المحكمة انه من المتوقع ان يقدم ممثلو الادعاء وثائق تربط بين صدام وقتل الاكراد. ميدانياً قتل 13 شخصاً في ثلاث هجمات صباح أمس وقع أحدها في سوق شعبي, والآخر في مرأب للسيارات, والثالث استهدف مسؤولاً في الأمن العراقي. وقد أعلنت الشرطة العراقية مقتل ثمانية أشخاص وإصابة نحو أربعين آخرين بجروح جراء سقوط أربع قذائف هاون في سوق الميدان الشعبي وسط بغداد. وأشارت المصادر إلى أن هذه الحصيلة أولية, وتوقعت ارتفاع عدد القتلى.. وفي ناحية الإسكندرية جنوب غرب بغداد أعلنت الشرطة مقتل أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين بانفجار عبوة ناسفة داخل مرأب للسيارات.. وفي بغداد أيضا أطلق مسلحون مجهولون النار على سيارة العميد محسن قاسم الياسري مسؤول حماية وزارة التعليم العالي في حي المنصور غربي بغداد ما أسفر عن مقتل سائقه. تأتي هذه الأحداث بعد أن أعلنت وزارة الدفاع العراقية اعتقال 36 ممن تصفهم بالإرهابيين وحوالي عشرين من المشتبه فيهم بمختلف المناطق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. كما لقي أكثر من ثلاثين شخصاً مصرعهم في بغداد الثلاثاء بانفجار ثلاث سيارات مفخخة وهجوم مسلح. على الجانب الأميركي قتل ثلاثة جنود أميركيين وأصيب تسعة آخرون بمواجهات متفرقة في العراق. وأوضح مصدر عسكري أميركي أن قافلة عسكرية تعرضت لهجوم مسلح أثناء فرض حظر التجول شمال شرق بغداد، فقتل أحد أفرادها وأصيب خمسة آخرون. وقتل الجنديان الآخران بانفجار عبوة ناسفة في محافظة ديالي شمال شرق بغداد, حيث أصيب أيضا أربعة آخرون بجراح. اجتماع القاهرة تزامنت هذه الأحداث مع اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وقد طالب الوزراء في الاجتماع الحكومة العراقية بحل المليشيات فورا والإسراع ببناء قوات الجيش والشرطة، ودعوا لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية العراقية في غضون أربعة أشهر. واشترك في اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بالعراق المنبثقة عن الجامعة العربية وزراء خارجية السعودية ومصر والبحرين والكويت ودولة الإمارات العربية والأردن والعراق والسودان، ومثل سوريا والجزائر في الاجتماع المندوبان الدائمان للدولتين لدى الجامعة العربية. وقال الوزراء في بيان تلاه عقب الاجتماع وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إنهم يدينون "الأعمال الإرهابية والإجرامية وأعمال القتل والعنف الطائفي والتهجير القسري الذي تشهده الساحة العراقية". إجراءات المالكي من جهته أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه سيوفد مبعوثين إلى دول الجوار لبحث أوجه التعاون بشأن تحسين أوضاع الأمن بالعراق، وقال إنه سيدعو لعقد مؤتمر يضم دول المنطقة لمناقشة هذه المسألة. وأضاف في مؤتمر صحفي أن القادة السياسيين في العراق سيلتقون في منتصف الشهر الجاري في محاولة لعقد مصالحة بين الطوائف المتنافسة. وأوضح المالكي أن المؤتمر يهدف إلى "الاتفاق على ميثاق وطني يحرم الاقتتال الطائفي ويفتح آفاق التعاون مع مختلف مكونات الشعب والإسهام في إخراج الوطن من المرحلة الصعبة التي يمر بها حيث تتكالب عليه قوى الإرهاب والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون والتي تعمل على إشاعة الفوضى في البلاد".